علي السباعي يكتب : هاشم محمود الكاتب الثائر
ليس من السهل آن يفكر الإنسان بحمل قضية دون دافع حقيقي، وهذا ما دفعني لمتابعة مسيرة الروائي المتميز / هاشم محمود.
الذي أعد العدة جيدًا لدخول معتركٍ صعب. فقد قرأت أعماله الأدبية خلال الفترة الماضية مابين قصة ورواية .
هذا الفتي مدهش جدًا وودود وإنساني بدرجة عالية.
ملك السرد المتوهج بالعاطفة الجياشة والحب لأرض الوطن.وأبطال كأنهم يمشون أمامك مابين محمد واحمد وهيلي وابرهام وخديجة وترحاس وحدة وطنية متكاملة .
أجبرني هاشم علي مراجعة جغرافية إرتريا التي وجدتها متناسقة ألقًا وحضورًا بهيًا باعماله الفنية، فكانت القري والمدن والوديان والأنهار علي امتداد إرتريا حضورًا مميزا مع بعض مناطق التماس الحدودي .
وفي القصة القصيرة هاشم محمود فن آخر يضاهي اعتي الكتاب العالميين حيث وحدة الموضوع وكثافة الحدث ورصانة اللغة والمضمون المشوق .
وبما أنني متخصص في كتابة القصة القصيرة فلا بد من شهادتي للتاريخ ان هاشم محمود كاتب متميز وممسك بأدواته.
وخاصة بمجموعته الاخيرة حارس الجسد، التي تجاوز فيها كل الخطوط الحمراء مِن تابوهات يتحاشاها معظم الأدباء ظنًّا منهم ان الخوض فيها مغامرة. أما مع الثوري الأدبي هاشم فقد أعلنها ثورة وبلا هوادة علي التابوهات المسكوت عنها.
هنا أتضامن معه فلا رقيب على الأديب غير الضمير .
وآن رسالة الآدب لاتقدر بثمن .
في كثير من الأوقات تكون هناك كنوز أدبية تعيش بيننا لانعرف قيمتها الا حينما تختفي لأي سبب .
وأخيرًا فلقد أطلق البعض عليه كاتب وطن وأنا أطلق عليه الكاتب الثائر .
بقلم / علي السباعي
كاتب وقاص – العراق