كثيرون هم الذين ياتون الي الحياة وقليلون من يضعوا فيها بصمة واضحة تأتي الاجيال وتتعاقب منهم من يرسخ ومنهم من يمضي كالنسمة في مهب الريح لا أثر له ولاتاثير
علي امتداد التاريخ الانساني برزت العديد من الشخصيات التي لعبت ادوارا وطنية راسخة ولكن يبقي الشيخ الامين عمر الأمين حالة خاصة واستثنائية ظهرت مواقفه جليا في المحنة التي المت بالشعب السوداني وادت الي تشريد الملايين عن دياره لتظهر معادن الرجل ونقاء سريرته وحبه لعمل الخير
فكان قراره التاريخي بعدم مغادرة المسيد واحتضانه لأهل ام درمان القديمة الذين وجدوا في مسيده الملاذ الأمن وكل ما يحتاجونه من دواء وغذاء وشراب
فمنذ اندلاع الحرب في السودان مد الشيخ الامين اياده بيضاء للجميع وتحمل من الاذي والشتائم والسباب والاتهامات في صبر وجلد ومضى في طريق الخير غير ابه بمايكتب شذاذ الافاق من أصحاب الاجنده والمغرضين
500 يوم ولم يتوقف عطاء المسيد رغم تزايد الاعداد الوافدين من كل أحياء امدرمان فقد صار المسيد منارة اجتماعية وروحية وفر كل مستلزمات الحياة من أكل وشرب وعلاج وتعليم بل تجاوز ذلك لاقامة ليالي ترفيهية للاطفال لاخراجهم من الحالة النفسية الصدمة التي تعرضوا لها من مشاهد دموية
500 يوم والشيخ الامين ينفق من حر ماله ويقدم كل مايعين من اتي إليه علي حساب راحته ووقته واسرته والتزاماته اتجاه مريده فقد اثبت الشيخ الامين انسانيته التي جسدت انسانية كل الناس وأنه وطني غيور فعل مالم تفعله المنظمات الانسانية اطعم الجوعي وروي ظمأ العطشي وستر الموتي ودادي الجرحي وانحاز الي الغلابة والمسحوقين فستحق لقب رسول الانسانية بجدارة واستحقاق