
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تعود الحياة لمستوصف البقيع التخصصي بمدينة ود مدني هذا الصرح العظيم الذي يمثل ايقونة المرافق الصحية بولاية الجزيرة عامة ومدينة ود مدني علي أوجه الخصوص
فحجم الدمار الذي اصاب هذا المرفق الحيوي حاجة فوق تصور العقل البشري غير أن عزيمة الرجال واصرارهم لتقديم خدمة علاجة مميزة كانت فوق قيود المستحيل في أقل من شهرين بدأ العمل الجاد لعود الروح للبقيع في عمل متصل في دأب ونشاط
فكانت الخطوة الاولي بعودة العيادات الخارجية لكبار الاستشاريين علي شاكلة مستر ادم محمد إبراهيم استشاري الجراحة العامة واحد أمهر النطايسين بمدينة ود مدني جنبا الي جنب عيادة الموجات الصوتية لدكتور النصري وعيادة العظام والاصابات لمستر محمد الفاتح إضافة الي المعمل المزود بأحدث الاجهزة الطبية
استمر عمل العيادات بجانب العمل في تأهيل المستوصف حتي اكتمل العمل ليعود صرحا طبيا شامخا كالطود لتدب الحياة في اوصاله بصورة أجمل وأروع مما كان عليه
ومستوصف البقيع يمثل العراقة والتاريخ إذ يعد المرفق الصحي الثاني في القطاع الخاص بعد مستوصف الجزيرة ثلاثة وعشرون عاما هو عمر الخدمة التي ظل يقدمها منذ ذلك التاريخ الي اندلاع الحرب اللعينة التي قضت علي الأخضر واليابس واحالت ليل البلاد الي سواد حالك ولم تنجو المرافق الصحية من عملية الدمار الشامل الممنهج
عاد البقيع وعادت سيرته الاولي وسمعته الطيبة التي صنها الرعيل الأول من كبار الاستشاريين الذين كان لهم شرف التاسيس وهم صفوة الأطباء في جزيرة العطاء لياتي جيل الراكز مستر ادم ورفاقه وتمضي مسيرة البقيع في دأب وحيوية
ولأن البقيع ايقونه وشامة مضيئة في وجه مدينة ود مدني كان لابد للمحور أن توثق لهذا المرفق الحيوي
وبحسب المدير الاداري طارق جعفر أن المستوصف تعرض لدمار شامل نهبت كل الاجهزة الطبية وكل محتوياته الخاصة ليتحول الي غابة من الاسمنت ولكن بتوفيق من الله عاد بصورة افضل مما كانت عليه
وبجولة للمحور داخل رادهات المستوصف فقد رصد المحرر العديد من الصور والحكايات فالمكان في غاية الروعة والنظافة عنوان عريض اهتمام متعاظم من الكادر الطبي بالمرضي مايلفت الانتباه أن المبني مصمم ليكون مستوصفا فالطابق الأرضي يحتوي علي عيادات الاستشاريين والمعمل والصيدلية التي تعد صيدلية مرجعية بجانب عيادة الموجات الصوتية والاستقبال
اما الطابق الأول يضم العيادة العامة ومجمع العمليات وغرف التنويم التي اقرب ماتكون الي الغرف الفندقية فالمريضة يشعر كانه في نزهه أو سياحة علاجية فالغرفة تحتوي علي سريرين وحمام داخلي وثلاجة
وبحسب إفادة الدكتورة امل عثمان المدير الطبي أن البقيع مستوصف تخصصي يحتوي علي العديد من التخصصات من باطنية وجراحة عامة وجراحة المسالك البولية والعظام والنساء والتوليد فالعيادة العامة تستقبل العديد من الحالات علي مدار الاربعة وعشرين ساعات وتقدم الرعاية الطبية لمرضي قبل ومابعد العملية
ويحتوي نفس الطايق علي غرفة التمريض وهم كوادر تعمل بجد ونشاط
وفي مجمع العمليات تكتمل فصول الرواية والحكاية فهناك اهتمام كبير
بالتعقيم فهناك غرفة خاصة بهذا الامر بجانب العملية مزودة بأحدث الاجهزة والمعدات الطبية ومايمز البقيع أنه استقطب امهر اختصاصيين في مجال التخدير
باستطلاع المحور للمرضي اكدوا بانهم يجدون الراحه التامه في البقيع واشادوا بالجهد الاداري والطاقم الطبي الذي يمثل صفوه الاطباء بولاية الجزيرة ومن المفارقات أن معظم المرضي من الولايات الاخري اكسنار والنيل الابيض والنيل الازرق وولاية الشرق وحتي الخرطوم وهذا يؤكد أن سمه المستوصف تجاوزت حدود ولاية الجزيرة