التقارير

ولاية الجزيرة: نموذج تنموي متكامل يخطو بثبات نحو استعادة الدور الوطني

الجزيرة :-تاج السر ود الخير

في مشهد يعكس تفعيلاً حقيقياً لمفهوم الحكم الخدمي، تبرز ولاية الجزيرة كحالة دراسة ملهمة في إدارة الملف التنموي بشمولية نادرة، حيث نجحت حكومة الولاية -من خلال رؤية متكاملة وشراكات استراتيجية مع الحكومة الاتحادية- في تحويل التحديات إلى فرص، والإعلان عن حزمة مشاريع ضخمة تغطي كافة مناحي الحياة، من الصحة والكهرباء إلى الطرق والزراعة والإسكان، في سابقة تنموية تضع الولاية على أعتاب مرحلة جديدة من الازدهار.

استثمار استثنائي في القطاع الصحي
—————-

تشكل الصحة الركيزة الأساسية في نموذج الجزيرة التنموي، حيث أكد الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، والي ولاية الجزيرة، على استمرار تقديم العلاج المجاني والفحص للملاريا وحمى الضنك بعد الدعم الذي تلقته الولاية من مجلس الوزراء بمبلغ 500 مليون جنيه. وأشار الوالي إلى أن حكومته صرفت خلال الفترة الماضية أكثر من ترليون جنيهاً لتأمين الدواء المجاني.

وجاء الدعم الاتحادي ليعزز هذه الجهود، حيث أكد الوالي استلام مبلغ 800 مليون جنيه مقدمة من الدكتورة ليمياء عبدالغفار عضو اللجنة العليا لمكافحة حمى الضنك، مع تخصيص 300 مليون جنيه من جملة المبلغ لتوفير الأجهزة الطبية.

تفاصيل مالية دقيقة لدعم القطاع الصحي
—————-
وكشف بيان من وزارة المالية والاقتصاد والقوى العاملة بولاية الجزيرة عن حجم الدعم المقدم لقطاع الصحة خلال الفترة من مارس إلى أكتوبر 2025م، حيث بلغت جملة تكلفة المشروعات التنموية في المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز غسيل الكلى أكثر من 10.2 مليار جنيه، فيما بلغ إجمالي دعم الوزارة والمرافق الصحية الأخرى 3.2 مليار جنيه، ليصل مجموع ما تم ضخه للقطاع الصحي إلى 13.4 مليار جنيه.

وتفصيلاً، شملت المشروعات التنموية 63 مستشفى بتكلفة 7.966.816.021 جنيهاً، و33 مركزاً صحياً بتكلفة 1.040.872.250 جنيهاً، و7 مراكز لغسيل الكلى بتكلفة 1.193.566.838 جنيهاً. أما الدعم التشغيلي فقد شمل رئاسة الوزارة بتسيير شهري بلغ 540.839.944 جنيهاً، والمستشفيات الولائية بتسيير شهري 324.000.000 جنيه، والمستشفيات الاتحادية بتسيير شهري 100.000.000 جنيه، بالإضافة إلى دعم مكافحة نواقل الأمراض والحميات بمبلغ 1.270.658.084 جنيهاً.

دفعة قوية لقطاع الطاقة والكهرباء
—————-
في قطاع حيوي طالما عانى من الإهمال، جاءت المبادرات الاتحادية لتعيد الحياة إلى شبكة الكهرباء بالولاية. فقد أعلن الوالي الطاهر إبراهيم الخير عن تخصيص 170 محولاً كدفعة أولى من وزارة الطاقة والنفط، ضمن خطة شاملة لتوفير 1350 محولاً، لتعويض العجز الحاد الناجم عن خروج محطة الباقير من الخدمة. هذا الدعم لا يمثل مجرد حل لأزمة انقطاع التيار، بل هو ضخ حقيقي لشريان الحياة في القطاعات الإنتاجية والخدمية والمنازل على حد سواء.

تطوير البنية التحتية للطرق
—————-

لا تقل مشاريع الطرق أهمية عن سابقاتها، حيث تشهد الولاية حركة غير مسبوقة لربط مناطقها وتأهيل طرقها الاستراتيجية. فمن خلال دعم مباشر من الدكتورة نوارة محمد طاهر عضو مجلس السيادة، يجري العمل على إعادة تأهيل طريق “إيلا – مدني” بطول 3 كلم، وسفلتة طريق “محمد طاهر إيلا” الرابط بين محلية أم القرى والطريق القومي (مدني – القضارف)، بالإضافة إلى صيانة الطريق القومي الشرقي (الخرطوم – مدني) ضمن مبادرة “زيرو حفر” الاتحادية. هذه المشاريع ليست مجرد أسفلت، بل هي شرايين تواصل تنقل البضائع والأشخاص وتختصر الوقت والجهد.

إحياء القطاع الزراعي والصناعي
—————-

تحظى القطاعات الإنتاجية باهتمام بالغ، حيث أعلن الوالي عن معالجة إشكالية تبعية التفتيشين (8 و10) لمشروع الرهد الزراعي، بضمهما رسمياً لهيئة المشروع، في خطوة من شأنها إضفاء الاستقرار الإداري والتمويل المستدام. كما أبدى نائب رئيس مجلس السيادة اهتماماً شخصياً بمعالجة كافة التحديات التي تعترض مشروع الجزيرة الزراعي العملاق.

وعلى صعيد متصل، تعمل الولاية بالتنسيق مع وزارة الصناعة الاتحادية على إحياء المصانع المتوقفة، مثل مصنع سكر الجنيد ومصنع سور بالحصاحيصا، لتعيد دورة الإنتاج والاقتصاد.

مبادرات سكنية لتمكين الشباب
—————-

وفي خطوة نوعية لتمكين الشباب ومواجهة أزمة السكن، عرض الوالي الطاهر إبراهيم الخير تجربة الولاية الرائدة في توفير “السكن الاقتصادي” و”السكن المنتج” عبر مشروع “سعيد لوتاه”، كنموذج يمكن تعميمه في مشروع المليون وحدة سكنية على مستوى البلاد، خلال اجتماع مشترك ضم وزارات المالية والزراعة والتجارة وولايات البحر الأحمر والنيل الأبيض.

تضامن وطني وإنجازات أمنية
—————-

تتجاوز رؤية ولاية الجزيرة حدودها الإقليمية، لتؤكد على دورها الوطني الأوسع. فقد أعلن الوالي عن تسيير أكبر قافلة مساندة لأهل الفاشر بالولاية الشمالية تحت شعار “كلنا الفاشر”، في ترجمة عملية للتضامن الأخوي. كما عبر عن فخره بـ “البشريات والانتصارات” التي تحققها القوات المسلحة والنظامية والمقاومة الشعبية في سحق “مليشيا أسدة دقلو الإرهابية” في كردفان ودارفور.

إشادة بحالة الاستقرار والبناء
—————-

من جانبه، عدد الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم مختار وزير الثقافة والإعلام المكلّف بالولاية، جهود حكومة الولاية لإعادة الإعمار واستعادة الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والكهرباء وهيئة إذاعة وتلفزيون الولاية. وأكد أن الولاية تشهد تقدماً واضحاً في إعادة بناء المؤسسات وتحسين الخدمات الحيوية، مشيراً إلى أن زيارة وزير الداخلية قد عززت جهود الاستقرار الأمني، مما جعل الولاية “قبلة للحكومة الاتحادية”.

ولاية تضع أسس الدولة العصرية
—————-

لا يمكن قراءة إنجازات ولاية الجزيرة بمعزل عن الرؤية الاستراتيجية التي يقودها الوالي الطاهر إبراهيم الخير وطاقمه الحكومي، والتي تضع المواطن في قلب الأولويات، وتتعامل مع الملفات الخدمية والاقتصادية والأمنية كحزمة متكاملة. إن التحول الذي تشهده الجزيرة، من استقرار أمني دعمته زيارة وزير الداخلية، إلى إعادة إعمار مؤسسي أشاد به وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن إبراهيم مختار، ووصولاً إلى الشراكات الفاعلة مع الحكومة الاتحادية ومبادرات أعضاء مجلس السيادة الدكتورة نوارة محمد طاهر والدكتورة ليمياء عبدالغفار، كلها مؤشرات على نموذج حكم ناجح.

هذا النموذج لا يقتصر على تقديم الخدمات فحسب، بل يعيد بناء الثقة بين المواطن والدولة، ويؤسس لعهد تنموي حقيقي. الجزيرة اليوم، وبجدارة، لم تعد مجرد ولاية، بل أصبحت “قبلة للحكومة الاتحادية” وواحة أمن واستقرار، تثبت أن الإرادة السياسية والرؤية الواضحة قادرتان على تحويل التحديات إلى قصص نجاح، وتعيد إحياء دور القلب النابض للسودان، الزراعي والصناعي والبشري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى