إذا امعنا النظر فيما يجري من عمليات عسكرية تقوم بها القوات المسلحة وقوات العمل الخاص وجهاز المخابرات العامة والمستنفرين لما خالجنا شك في أن ولاية الخرطوم بمدنها الثلاث باتت على مرمى حجر من التحرير الكامل من دنس التمرد.
انشغال الناس والاعلام بما في ذلك مليشيا الدعم السريع نفسها بما يجري في محاور سنار والجزيرة فضلا عن التكتم الذي شاب العمليات العسكرية في ولاية الخرطوم ساعد كثيرا في ان تمضي عمليات كنس الجنجويد من العاصمة بسرعة غير معهودة.
في محور أمدرمان تمت نظافة المهندسين اليوم تمامآ وهو امتداد إلى العمليات التي تجري جنوب أمدرمان والتي تزداد فيها مساحة الأمان يوما بعد يوم حيث لم يتبق الكثير لإعلانها خالية تمامآ من تواجد المليشيا.
وفي الخرطوم تم استلام جزء كبير من المطار من جهة القيادة العامة ولم يتبق الا الجزء الجنوبي (صالة الحج والعمرة) وفق بعض المصادر وهي منطقة مكشوفة ويمكن استهدافها بالصواريخ او المسيرات مما سيجعل وجود المليشيا بداخلها مستحيلا.
واذا قرأنا ذلك بالتمشيط الذي تم اليوم في منطقة بري فهذا يعني ان كل المناطق التي تقع شرق المطار بمحاذاة شارع عبيد ختم ستتم نظافتها في القريب العاجل ومن ثم التمدد شرقا إلى شارع الستين وحتى الرياض والمنشية والجريف شرق والمعمورة وهي من أكثر المناطق التي استوطن بها جنود المليشيا بأسرهم قبل أن يشهد الاسبوع الماضي هروبهم إلى مناطق أخرى أكثر آمنا بعد أن تيقنوا بأن العمليات العسكرية ربما تطالهم في أي وقت ومن يستمع الي بوق المليشيا المدعو الربيع وهو يدعوهم إلى عدم ترك المنازل التي احتلوها يدرك تمامآ حجم المازق الذي باتوا يعيشونه حاليا واغلب الظن َ ان تلك المناطق باتت حاليا خالية من اي وجود للمليشيا.
في محور بحري يسير العمل ايضا بصورة طيبة وبخطط مدروسة خاصة في منطقة شمال بحري حيث تم القضاء تمامآ على المدافع التي كانت تستهدف مناطق أمدرمان مع تواجد قليل لأفراد المليشيا الذين تقطعت بهم سبل الهروب وباتوا يعانون من نقص شديد في الذخائر والمواد الغذائية .
التحدي الأوحد الذي سيجعل من بحري منطقة خالية من التمرد هو تحرير مصفاة الجيلي حينها ستكتب نهاية التمرد والي الأبد خاصة اذا تم فتح طريق التحدي الرابط بين ولايتي الخرطوم ونهر النيل التي يتواجد بها غالبية المواطنين الذين نزحوا من مدينة بحري وهم على اهبة الاستعداد للعودة إلى ديارهم متى ما تم استلام المصفاة وفتح طريق العودة.
بكل ثقة اقول ان تحرير الخرطوم بات قريبا أكثر من أي وقت مضى فقط علينا بالصبر والدعاء لقواتنا المسلحة بالنصر المؤزر وما ذلك على الله بعزيز.
