منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

نهب رجال الأعمال.. “الشماتة” في ابهي صورها

الخرطوم : صديق رمضان

قرأت تعليق علي وسائط التواصل الإجتماعي لأحدهم وقد أبدى سعادته لما تعرض له رجال الأعمال من أصحاب المصانع والشركات بالخرطوم من نهب وتدمير، وبدأ من تعليقه أن قناعة راسخة تتملكه مفادها أنهم عبارة عن لصوص أثروا على حساب الشعب السوداني بسبب فساد زواج السُلطة والمال ولم يكتفي بذلك بل زعم قائلاً”دي قروشنا” .

في تقديري أن واحدة من أكبر مشاكل الشخصية السودانية الانطباعية التي تُميزها عطفاً على إطلاق الاتهامات جزافا وتعمُد التعميم وهو مُخل لأنه ينطوي على ظلم، واسقاط قاعدة الشر على كل رجال الأعمال في السودان يحمل بين طياته اجحاف كبير.

بل حتى من أثروا فجأة بعد أن كانوا يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع المتهمون بالفساد فلا أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية توجد مكانة للشماتة منهم لما تعرضوا له من أضرار بسبب الحرب ، فإن كانوا قد حصلوا على الأموال بغير وجه حق كما يعتقد البعض فإن فهذا شأن قانوني ورباني.

مايهمني هنا عدد مُقدر من رجال الأعمال الذين أعرفهم بحكم العمل الصحفي، وهنا ليس في مقام التأكيد على أن ثروتهم حلال او حرام بل لأشهد للتاريخ بما رأيته ووقفت عليه والذي يتمثل في أنهم توارثوا أموالهم جيل بعد جيل وتاريخهم ضارب بجذوره البعيدة، هم من نطلق عليهم لقب رأس مالية وطنية من واقع رفدهم للاقتصاد وتوفيرهم عشرات الآلاف من فرص العمل لابناء وطنهم، علاوة علي اسهامهم في العمل الإنساني بمختلف ضروبه، ويكفي أن معظمهم اختاروا استثمار أموالهم داخل البلاد ولم يهربوا بها كما فعل البعض.

نعم لرجال الأعمال أدوار حتمية تجاه المسؤولية المجتمعية ولكن بطبيعة الحال لايمكنهم تخفيف حدة الفقر وإزالة الغُبن والتفاوت الإجتماعي من واقع أن هذا دور الحكومات في المقام الأول وليس القطاع الخاص الذي ظل يُمثل العمود الفقري للبلاد رغم عدم حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي .

نعم حدث تفاوت طبقي وارتفعت نسبة الفقر في البلاد، ولكن هذا لم يحدث بسبب القطاع الخاص بل لسوء سياسات الحكومات،والتفاوت لايمكن أن يكون قاعدة ننطلق منها لنفرح بالأضرار التي لحقت بأصحاب الشركات والمصانع وغيرهم لأن خروج رجل أعمال واحد عن دائرة الإنتاج يعني تشريد الآلاف من الأيدي العاملة دع عنك تضرر وتوقف العشرات من رجال الأعمال وحدوث هذا الأمر لا يتوقف على العمالة فقط بل سينسجب على كل شئ من واقع الأدوار الهامة التي يلعبها القطاع الخاص الذي نتمنى أن يتمكن من النهوض سريعا من ركام وحطام الحرب بعد توقفها رغم أنه دفع الفاتورة باهظة.

ونأمل من رجال الأعمال الإستفادة من هذه الأزمة بالاستثمار مستقبلاً في الولايات بدلاً عن التركيز على الخرطوم فقط وهو الأمر الذي تسبب في التشوه الإقتصادي وتمدد حالة الفقر بمختلف أنحاء البلاد لعدم وجود مصادر دخل، والتنمية المتوازنة أساسها القطاع الخاص بالاستثمار الزراعي والصناعي بالولايات للنهضة بانسانها وهذا من شأنه إزالة الاحساس بالغبن الذي صنعته الحكومات المتعاقبة بعقليته المركزية الفاشلة.

خارج النص

تبدو في أمس الحوجة إلي نقاء الدواخل وترك الحسد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى