ولا أهداف الحرب
في أول ظهور اعلامي له بعد اندلاع الحرب في الخرطوم ذكر محمد حمدان دقلوا لقناة الحدث الفضائية، أنه إنما تمرد على الدولة لتحقيق هدف وحيد لا ثاني له. وهو: تحقيق التحول الديمقراطي، ومن أجل تحقيق هذا الهدف لابد له من قتل البرهان لأن البرهان يعيق عليه هذا التحول الديمقراطي. وبشر المواطنين: أبشروا بالخير ممتلكاتكم وأموالكم وأرواحكم وأنفسكم وأعراضكم كلها أمانة في أيادي أمينة تحت حماية أشاوس الدعم السريع. ولكن كانت البشارة الأكبر قوله: وأنه بعد انتهاء الحرب مباشرة، فانه سيسلم السلطة الى حليفه السياسي قحت المركزي ليطبقوا الاتفاق الإطاري. ولم ينسى أن ينهي آخر تطميناته للشعب السوداني بتكرار مقولته الشهيرة: أبشروا بالخير. ثم أكد بوضوح وبكلمات مباشرة النص الاتي: (أنا لست وحدي في هذه الحرب، انما يقف معي كل الموقعين على الاتفاق الإطاري). أي قحت المركزي.
🔹 *ثانيا: الذي اكتمل انجازه من الحرب*
والان بعد مرور شهور من اندلاع الحرب، لننظر جملة المهام التي أنجزها حميدتي وقواته من ما بشر به، وهل مايزال يحارب لتحقيق التحول الديمقراطي، أم انحرف بالحرب لتحقيق أهداف أخرى. الان الشعب شهود على أن حميدتي وجنوده أكملوا انجاز الاتي:
١/ حرققوا وسرقوا كل سجلات الأراضي.
٢/ حرقوا ونهبوا كل محتويات المتحف القومي.
٣/ حرقوا ونهبوا الدار القومية للوثائق.
٤/ حرقوا الدار السودانية للكتب.
٥/ حرقوا مكتبة ذاكرة التاريخ النادرة ومحتوياتها من الكتب النادرة واسطوانات التسجيلات الصوتية النادرة والمقابلات التاريخية … الملحقة بمنزل الاستاذ علي شمو.
٦/ استعمروا منازل المواطنين واتلفوا ونهبوها ودمروها وسرقوا كل المحتويات. (عربات، شاشات، موبايلات، الخزائن، الذهب والمجوهرات، الأدوات الكهربائية … الخ)
٧/ أطلقوا سراح ما لايقل عن 20 ألف سجين في العاصمة والولايات.
٨/ استباحوا منازل القيادات السياسية والمجتمعية ورؤساء الأحزاب واختطفوا رؤساء الأحزاب والفنانين والعلماء وأساتذة الجامعات والأطباء والقضاة والضباط بالمعاش … الخ.
٩/ احتلوا عشرات المستشفيات وطردوا منها المرضى واستخدموها كثكنات ومنصات عسكرية، بما في ذلك المستشفيات ذات الخدمة الحساسة مثل مستشفيات سرطان الأطفال، القلب، الذرة، غسيل الكلى، الأمراض النفسية، الولادة … الخ.
١٠/ نهبوا وسرقوا وغاروا على مالايقل عن 40 مقر من مقرات البعثات الديبلوماسية الأجنبية في الخرطوم.
١١/ حرقوا ونهبوا واتلافوا وهمشوا معظم مؤسسات الدولة والمجتمع: عشرات البنوك وفروعها، عشرات الأسواق، الشركات التجارية الكبيرة، الجامعات، … الخ.
١٢/ ارتكبوا جرائم الاغتصاب و الابادة الجماعية خاصة في الجنينة و غيرها من الفظائع .
🔹 *دلالات الحرب*
نكتفي بهذه العينة من جملة ما أنجزه التمرد من الحرب. وإذا أمعنا النظر في طبيعة ونوعية هذه الإنجازات، وإذا ننظرنا أيضا الى المعاني التي من خلفها. سيكون بمقدورنا أن نستخلص وبوضوح شديد النتائج الاتية:
١/ أن الذي يجري الان ليس مجرد تمرد تقليدي من أجل استلام السلطة.
٢/ أن الذي يحدث لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بالتحول الديمقراطي. ولا بكل القيم والأعراف والأخلاق والتطمينات التي بشر بها حميدتي.
٣/ أن الذي حدث ليس حدثا عشوائيا، انما هنالك رابط واضح وقوي يؤكد أن تدميرا ممنهجا للدولة نفسها يشمل تدمير المجتمع والمؤسسات والقيم والتاريخ والحاضر والمستقبل.
٤/ هذا العمل الممنهج يتطلب وجود جهة أعلى تدير وتخطط وترسم، وأن هذه الجهة بالضرورة أكبر من البيادق التي تستخدمها، إبتداءً من قائد التمرد حميدتي الى آخر جندي مرتزقة تم استجلابه من دول الجوار: مالي، النيجر، تشاد… الخ.
٥/ بسبب تحالفها المعلن مع حميدتي، لم تستطيع جميع أحزاب تحالف قحت المركزي ولا فولكر او اللجنة الرباعية، أن تصدر ولا بيانا واحدا تحمل فيه حميدتي وجنوده المسؤولية عن كل هذه الجرائم الفظيعة بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها ضدهم.
٦/ هنالك جناح مدني لهذا التمرد، وقد قام هذا الجناح المدني بعدة أدوار منها: روجوا أنها حرب معزولة بين جنىالين أو جيشين، أعلنوا الحيادية بينهما كذبا وطلبوا من المجتمع الحياد والفرجة على هذه الجرائم في حقه، ساوا بين التمرد الذي يرتكب الجرائم، وبين الجيش الذي يدافع عنهم وعن أسرهم، نشروا التخذيل ضد الجيش بالطعن في مقدراته وتبخييس انتصاراته، حملوا الجيش المسؤولية عن قصف المنشئات بينما لم يدينوا احتلال هذه المنشئات بواسطة التمرد، كانوا بالمرصاد لأخطاء الحرب من جانب الجيش وفسروها تفسيرات سياسية، ضخموا من قوة التمرد وأشاعوا أنه يسيطر على العاصمة، … الخ.
بعضهم يعمل جاسوسا للتمرد بالاحياء و يعمل دليلا لهم لقتل المواطنين و اختطافهم وسرقتهم واحتلال بيوتهم واذلالهم وهذه مدنيتهم وديمقراطيتهم لشعبنا .
🔹 *الأهداف الجديدة للحرب*
هذه الدلالات تقودنا مباشرة الى السؤال الجوهري التالي: إذا كان الذي يجري الان في الخرطوم، ليس تمردا، إذاً فماهو؟ ومن الذي من وراءه وماذا يريد أن يحقق؟ لايختلف اثنان أن الذي يحدث الان في السودان هو تدميير ممنهج للدولة نفسها وبكل مؤسساتها، وللمجتمع نفسه وبكل قيمه وموروثاته وتاريخه. وأنه ينفذ وفق خطة مدروسة ر رصد لها التمويل والمفكرون والمخططون والمنفذون من المدنيين والعسكريين والاعلاميين. وأن أهدافا خفية بدأت تتبدى لا علاقة لها بالهدف المُعلن منذ البداية.
🔹 *الموقف الرسمي لقيادات قحت المركزي قبل وبعد الحرب*
١/ طالب رئيس حزب الأمة القومي مجلس الامن بالتدخل العسكري بسلاح أقوى من سلاح الجيش السوداني.
٢/ طالب القيادي في حزب الأمة وعضو لجنة التفكيك عروة الصادق مجلس الأمن بفرض حظر طيران فوق سماء الخرطوم.
٣/ أنتقد الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، قرار البرهان بعزل المتمرد حميدتي من مجلس السيادة.
٤/ اتهم عضو لجنة التفكيك السابقة أبوالجوخ، الجيش السوداني بخرق الهدنة وبرر مهاجمة التمرد لمخازن مطابع العملة السودانية ومحاولته سرقة المخزون القومي من العملات.
٥/ ذكر خالد سلك أنهم في ضد انتصار أي طرف على الاخر، لأن المنتصر لن يسلمهم السلطة. أي يفضلون استمرار الدعم السريع في جرائمه على انتصار الجيش عليه.
٦/ انتشرت عضوية هذا التخالف، تخذل ضد الجيش، وتثبط همم المواطنين عن الدفاع عن أنفسهم وتنشر الأخبار المخذلة.
٧/ قبل اندلاع الحرب شنوا حملات اعلامية مكثفة وعنيفة ضد الجيش، وطالبوا بتفكيكه وتفكيك الشركات التي يمول بها تسليحه مقابل اشادتهم بالدعم السريع والسماح له بمصاعفه جنوده عشرة أضعاف وتمدد شركاته واستثماراته ووقفوا ضد دمجه في الجيش إلا بعد عشرة سنين.
٨/ بعد أن نقل حميدتي 70 ألف من جنوده الى الخرطوم بكامل عتادهم. صرح 5 من كبار قادة قحت المركزي بالتصريح الاتي: إما تطبيق الإتفاق الإطاري وإما شن الحرب. علما بأنه نفس الاتفاق الإطاري الذي صرح حميدتي أنه شن الحرب من أجله وأنه حال انتصاره سيسلم السلطة الى قحت المركزي لكي تطبقه.
سعيهم خارجيا بين الدول لحصار السودان وشعبه وفرض الاجندة الاستعمارية ليأتوا للحكم ارجوازات تحركهم الامبريالية لمصالحها مثل حامد كرازاي افغانستان او حكومة الجلبي – بريمر بالعراق وغيرها من مخازي قحت .
🔹 *خاتمة*
يهدف هذا المقال الى توضيح الصورة الكلية لما يحدث في السودان، ومواقف الأطراف الضالعة فيها، والى توضيح كذب الإدعاء والتذرع بالتحول الديمقراطي والى توضيح الشراكة بين جناحي التمرد العسكري والمدني، والى الأدوار الصريحة والخفية التي ظل يؤديها جنود التمرد من المدنيين والعسكريين.