مُحمّد عُكاشة يكتب : سُودانير الناقل الوطني وطائرُ الفينيق
قبل بضعُ أعوامٍ خلونَ شرُفتُ وثلةٌ من الزملاء الإعلاميين بإعتمادنا أصدقاءَ ضمن طاقم الناقل الوطني سودانير ونحنُ إذ ننهدُ إلي مهمة العمل علي دعم مسيرتها التي تعثرت من بعد مُنتصف التسعينيّات بسببٍ من سياسات الإنقاذ تكادُ تقضي عليها وعلي مشروع الجزيرة والسكة الحديد بل وعلي “قلوبنا وحنانا ” ومع ذلك فلقد كان يحدونا أملٌ وثاب أن سودان اير ويس هي مِثلُ طائرُ الفينيقُ الأسطوري الذي كل ماتم إحراقهُ بالنارِ انبعثَ من بين ذّرِ الرمادِ عامراً بالحياة وبالرغبةِ في الإنطلاق.
ذاك الوقتُ تنعقدُ الآمال والسيد عبد العظيم آدم كادرٌ خلاقٌ طماحٌ يستحثُ الخُطي ويستحثُنا رغم العثراتُ والحسدُ وغيبةُ الوجيع.
كان “عظمه” من مكانه المرموقُ في خدمة الوكلاء يضعُ آجرةً فوقَ أخري من خلال رحلات ثقافية لما تبقي من محطات وسودانير قبلُ كانت تجوبُ الآفاقُ تختالُ كماالربيعُ الطلقُ.
كنتُ ضمن فريقٍ يسجلُ حلقات لقناة النيل الأزرق الفضائية مرةُ لتنشيط عمل محطةٍ داخلية في نيالا أو الفاشر أو بورتسودان ومراتٍ عديدة من محطاتٍ خارجية مثل رحلة انجمينا كانو والقاهرة والزهرة الجديدة وأسمرا ناي سيباح.
كانت سودانير بتخطيط السيد عبدالعظيم آدم تُقدمُ قافلةً ثقافية موسمية إلي محطات عديدة فالناقل الوطني حاملُ ثقافة فضلاً عما كانت تُتيحهُ هذه الرحلات الثقافية من دور لسودانير في التنمية الثقافية والاجتماعية ففي هذه الرحلات التي عادةً مايحضر بها المديرُ العام أو نوابهُ فلقد شهدت في رحلتي نيالا وبورتسودان إمضاء المدير العام بحل مشكلات بعض المواطنين ذوي الحاجات والمرضي بمنحهم تذاكر مجانية إلي وجهات العلاج التي يطلبون إلي جانب اصطحابِ أصحابُ وكالات السفر مما يشكلُ حافزاً لعمل الوكالات.
سودانير رغمَ التوقف الطويل والحظُ العاثر والحربُ تقضي علي كل شىء إلا أنها ترقبُ فجراً جديداً بأن تنفكُ من عِقالها والحربُ إلي نهاية وإعادة الإعمار عملٌ واعدٌ يشملها لو أن بالاجهزة ذاتُ الصلةِ رجلٌ رشيد.
أمثالُ السيد عبدالعظيم آدم حسين وآخرين أكفاءٌ صُناعُ المجد فلو أن القاش فارق كسلا علي حد صديقنا إسحاق فإن مفارقة أمثالُ هؤلاء الأمناءُ الأفذّاذُ لمدارجُ سودانير هو المُشكلةُ بل وأساسُ المشكلة.
ألا لعنة الله على الجنجويد
Makasha146@gmail.com