مُحمّد عُكاشة يكتب: النابغةُ السُودانيون في دفتر وزيرُ الخارجية
مَطلعُ ثمانينيّات القرنُ الماضي واتتني فرصةٌ ذهبيةٌ من مكتب مولانا السيّد مُحمد عثمان الميرغني منحةً للدراسة بجامعة الأزهر الشريف ولقد شَقيتُ بإضاعةِ الفرصة لأسبابٍ عديدة.
السُودانيون قوافلُ مُتصلةٌ للدراسة في جامعات مصر وهؤلاء هم ثمرةُ الدعوات المستمرة لوحدة شعبي وادي النيل وخطُ الدفاع المُستجيشُ ضرواةً للدفاع عن مصر وعن علاقاتُ وروابط الشعبين وأنا في ركابِ هؤلاء الاماجدُ اخبُّ زاملتي ومِزماري في حُب الكنانة مصر.
لِعشقُ مصرَ وجوهٌ أخري وحافزٌ غَذّتهُ فتاةٌ فاتنٌ جهة السيّدة زينب لأول عهدي بمصرَ لاحكي قصتها في الخرطوم ناحية الديوم الشرقية وأنا أغدو مراتٍ عديدةٍ في الليالي المُقمرةُ إلي حوش عمنا عُمر حمد المنصور رحمهُ الله وهو رجلٌ عبقريٌ نسيجُ وحدهُ فهو منذُ خروجه من قرية العقيدة غرب شندي يممَ وجههُ تلقاءَ كلية دار العلوم بمصرَ كان حالةً قلقةً جامحةً.
المنصورُ الأديبُ الاريبُ يبني بحفيدةِ البارودي وهو حينَ يطربُ يتداعي بأن المِصريةُ أقدرُ علي كبحِ جِماحِ السُودانييّن ذوي الاختصاصِ من أمثالهِ وأن ثمتَ تجاربَ لابناءِ جيله في الخسمينيّات ممن وفدَ مصرَ للدراسة وحينذاكَ كانت الدراسة مجاناً والسودانيون يُعاملون مُعاملة الطالب المصري.
من جهةٍ أخري فإنّ تيارا عريضاً من المُثقفين والسياسيين كارهٌ يُبغضونَ مصرَ قولاً واحداً وهؤلاء يجدونَ مندوحةً أدناها كلمة الأديب الطيب صالح في الأوبرا عام 2005 في مهرجان الرواية العربية ينعي علي الاشقاءُ المصريين أنهم لا يعرفونَ السُودان الا في الأزمات ليسرُدَ مواقفَ السُودانيّون مع مصرَ يفتدونها بدماءهم في الحروبات منذ حرب الأيام الستة وتضحيةُ السُودان من ذي قبلُ بمدينة تاريخية مثل وادي حلفا يطمُرها النيلُ لبناء السد العالي.
مصرُ عقب حرب مليشيا الجنجويد علي أهل السُودان تحتضنُ الآلاف من المواطنين السودانيين لاجئين مُثقلين بالهموم والمشاكل غير أن قضية المئات الطلبة السُودانيون في الجامعات المصرية هي الأبرزُ تتفاقمُ بسببٍ التعسُف بفرص رسوم إضافية هذا العام مُخالفةً للعقد وايضا بسبب عدم منح تأشيرات الدخول للمقبولين هذا العام وهُم عالقونَ في عددٍ من العواصم رغم أنهم دفعوا رسوم الدراسة ورسومُ التأشيرة أيضا هذا ممايعني حرمانُهم من حُضور التيرم الأول وامتحاناته وأن تفرض عليهم رسوم أكثر العام الجديد.
النابغةُ السُودانيون في جامعات مصرُ هُم رصيد العلاقات بين البلدين في المستقبل ومصر الآن تخسر بمايضرُ سُمعة التعليم الجامعي المصري لتزيدَ من حملة كراهيةٍ مجانية من هؤلاء واسرهم ضد مصرَ الشقيقة هذا علي الرُغم من توجيهات فخامة الرئيس السيسي بحل قضايا هؤلاء إلا أن الأمر مايزال كما هو عليه وعلي الرغم من ان معظم هؤلاء غيروا وجهتهم إلي دول أخري مثلُ رواندا وماليزيا يحتسبونَ ما دفعوه من مبالغ لخزانة مصر رغم ظروفُ الحرب.
السيّد وزير الخارجية د.علي يوسف إني أحمدُ إليه أنه فورَ توليه الوزارة أبدي اهتماماً بقضية هؤلاء وأكد ذلك في دفتر أعماله وحضوره في اللقاءات بين المسئوولين في مصرَ فالسيّد علي يوسف ذو همةً ناشطه يرعي مصالح شعبه وعلاقات بلاده تسبقهُ سيرةٌ حسنةً في العمل الدبلوماسي.
سعادةُ الوزير علي يوسف النابغةُ من الطلاب يضعونَ قضيتهم في ” ذّمتكم دي ” وكذا مشاكلُ اللاجئين في مصر عِوضاً عن الرسومُ الباهظةُ تفرضُها سفارتكم حِملاً لا يُطيقهُ كثيرٌ منهم.
Makasha146@gmail.com