منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

مُحاولةُ اغتيالِ الرئيسِ المِصري وتطوراتُ العلاقاتُ السُودانيةُ المِصريّة بقلم/مُحمّد عُكاشة

مُذّ قامت “الإنقاذ” انقلاباً علي الديمقراطية في الثلاثينَ من يونيو عامَ 1989م بتخطيطٍ مُبكر للحركةِ الإسلامية وهي تَضعُ مسألةَ تغييرِ أنظمة الحُكم في الجِوار هدفاً رئيساً ضمنَ المشروعِ الأممي يَطمحُ إليه الدكتور حَسنْ التُرابي بلا مُواربة فقامَ يدعمُ إدريس ديبي إتنو المُحتضنُ مَطلَع التسعينات بالخرطوم حتي استيلاءهِ علي السُلطة في تشاد فاستدامَ حُكمه لسنوات حتي اخُتلفَ معه ليقودَ نظام الترابي/البشير حملةً لقلبِ نظام حُكمه في العام 2008م بمعركةِ القصر الرئاسي التي شَنها مُتمردو تشاد ولقدَ قام وقتها المرحوم جمال عمر المُلحق العسكري في سفارة السودان بانجمينا سابقاً وعضوُ مجلس السيادة الانتقالي لاحقاً وهو يقوم بدورٍ مُتعاظم في دعم المعارضة التشادية بالترتيب والتنظيم مع الأجهزةِ النظاميّة في السودان بعد حشدهِ المتمردين التشاديين عبر طائرة سودانير المُسماةُ ” البراق”باعتبارهم مُعتمرين يعودون إلي بلادهم بأوراقَ ثبوتية مزورة وقام بحشدهم علي تخومِ العاصمة انجمينا ليتضامَ عملهم مع القوات الأخري حيثُ كادَ المتمردون من السيطرةِ التامة علي البلاد لولا بسالةُ الرئيس إدريس ديبي الذي صَدهم وقاتَلهم بنفسه يدحرهُم إلي خارج البلاد وحينها قامَ جمال عمر بالهروب هو وطاقمَ السفارة السودانية إلي منطقة كُسِري الكاميرونية الحدودوية بعد أن اكتشفت مُخابرات ديبي دَورهُ ودورُ السُودان.
المشروعُ الأُمميُ الإسلاميُ السُوداني قامَ إلي مًناهضةِ نظام مانغستو هايلي ماريام في إثيوبيا الذي كان يترنحُ تحت نَيّر الحروب ضدهُ في الداخل بعد انحسارِ دعم المعسكر الشرقي عنه ليَلفاهُ قادةُ السودان يُقرقرُ في أخْرياته يسقطُ تحت ظروفٍ عديدةٍ بضمِنها دعمُ السودان العسكري واللوجستي لجبهات المُعارضين الاثيوبين حتي آلَ الحكمُ إلي حليفٍ جديد ملس زناوي ولئن كانت مآخذُ المشروعُ الاسلامي علي منقستو ” شيّوعيتُه ” إلا أنها ارتضت ملس زيناوي “اللاديني” حليفاً لدولةِ الاستخلافِ الراشَد في السودان.
استمرت علاقاتُ السودان مع إثيوبيا مُتصلةَ تتطورُ بانتظام في مُختلفِ المجالات لتقومَ الخرطوم تَخبطُ مرة أخري في العام 1995م بمحاولةٍ بائسةٍ يائسةٍ لإغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أراضيها وهو يهبطُ لحضور مؤتمر القمة الأفريقية وهذه المحاولةُ لم يكن للدكتور الترابي علمٌ بها وإنما إئتمرَ للتخطيط لها وتنفيذها مجموعة علي عثمان طه ونافع علي نافع ومطرف صديق وصلاح عبدالله قوش بل لم يُكن للرئيس البشير علمْ.
الدكتور الترابي علي الرغم من تأييده تغيير أنظمة الجوار إلا أن باعتقاده بأن النظامَ في مصرَ هو دولةٌ عميقة ذاتُ مؤسسات واغتيالُ رئيسُها لايعني شيئاً ذا بال وعلي الرُغم من غَضبةِ الترابي المُضريةُ العنيفةُ باقصاءهِ الفاعلين للمُحاولة الفاشلةُ عن مناصبهم إلا أنه صَعَد إلي التلفزيون يَسخرُ بأنَ خُلفاء موسي في مصرَ سَعوا إلي محاولةِ قتلِ فرعون فَنجيَ فللسيّد حَسنْ الترابي لِسَانانِ يَخطبُ بهما.
العلاقات السُودانية المصرية مُنذ مُحاولةِ اغتيال الرئيس مبارك مُنتصفِ التسعينيات أخذت تتراجعُ بصورةٍ مُريعة فاقت كل الحِقب التاريخية مُنذ سَحَرةُ فِرعونَ الذين بُعثَ إليهم من مدينةِ دنقلا السُودانية.
العلاقات في طورٍ جديد تُخترقُ لمصلحةِ العلاقات الشعبية فنحو ثلاثةُ ملايين نسمةٌ هم جاليةٌ تُقيمُ بسببِ المُصاهرة وسُلالاتُ المُستوطنينَ من قُدامي المُحاربين في شرفِ الكِفاح العربي مع مصرَ ضد إسرائيل فضلاً عن التداخل الاثني في رابطةُ النوبيين إضافةً إلي اعترافاتِ المجلس الاقتصادي المصري مَطلعَ الألفية الثالثة عن حجمِ الاستثمارات والتبادلاتِ التجارية السودانية.
السودان في علاقاته مع مصر تعودُ إلي ذاتِ ورقةِ مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية بضرورةِ قراءتِها بما يُعززُ العلاقاتً الشَعبية وبُمراعاةِ أهميةَ البُعدَ المصَلحي بأن تتنزلُ من دائرةِ الأجهزة المُخابراتية إلي سَعة المنظمات المدنية بفسحِ القنوات والأبواب علي مَصاريعِها فالشعبُ السودانيُ ظهيرٌ لمصرَ وهي ضمانةٌ للسودان في المجالاتِ كافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى