
حين تتكالب الأخطار على الأوطان، وتتكشف نوايا الطامعين، ينهض رجال من صميم الأمة يضيئون الدرب بدمائهم الزكية، ويؤكدون أن في هذه الأرض رجالًا لا يعرفون الهزيمة. ومن بين هؤلاء يسطع اسم فيلق البراء بن مالك – الإسناد الوطني، رمز التضحية، وعنوان الوفاء، وصوت الحق في وجه كل باطل.
قوة من رحم العقيدة
ليس الفيلق مجرد تشكيل عسكري، بل فكرة خالصة وُلِدت من رحم الإيمان. فكرة تؤمن أن السيادة لا تُصان بالشعارات، بل تُكتب بالدماء وتُحفظ بصبر الرجال. مقاتلوه خرجوا كما يخرج العابد إلى محرابه، لا طمعًا في دنيا ولا طلبًا لسلطة، بل زهدًا في الحياة ورغبةً في الآخرة.
في قلب الميدان
في سوح القتال كانوا دوماً في المقدمة، حيث يشتد البأس ويُختبر الصبر. خطوا بدمائهم سطورًا خالدة في تاريخ الوطن، فصارت بطولاتهم تُروى لا حكايةً للتسلية، بل قدوةً للأجيال. لم يساوموا على الكرامة، ولم يقبلوا أن يُداس تراب الوطن.
زهد وعزيمة
يتميز رجال الفيلق بأنهم يقاتلون في سبيل الله وحده، ماضين على نهج الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. يقينهم أن النصر من عند الله، وأن الشهادة طريق إلى الخلود، ومن هذا اليقين استمدوا قوتهم وهيبتهم.
بين السيف والبذل
ولأنهم أبناء الوطن، امتد دورهم إلى ما بعد المعارك: في حملات الإسناد المدني، في إعادة البناء، في إغاثة المتضررين. جمعوا بين صلابة المقاتل ورقة قلب المواطن، فكانوا صورة متكاملة للوطنية في أبهى صورها.
كلمة أخيرة
إن الحديث عن فيلق البراء بن مالك – الإسناد الوطني ليس حديثًا عن قوة عسكرية فحسب، بل عن ملحمة متجددة يكتبها رجال صدقوا العهد، وزهدوا في الدنيا، فكانوا سطورًا مضيئة في كتاب المجد.
سلامٌ على أرواح الشهداء، وسلامٌ على كل يد تبني وصدر يذود، فالأوطان لا تحيا إلا بالتضحيات.
بقلم الاعلامية ✏️
مي الفاضل إبراهيم حمدين