
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، تزداد معاناة النساء والفتيات، وتتصاعد الجرائم البشعة ضدهن، وعلى رأسها جرائم الاغتصاب التي لا تفتك بالأجساد فقط، بل تُمزق الروح، وتُدمر الثقة، وتكسر الأمل في مجتمع يُفترض أن يكون الحضن الآمن.
ورغم فداحة الجريمة، تظل المعاناة الأكبر ليست في لحظة الاعتداء فحسب، بل في ما يليها: *الوصمة، النبذ، الصمت، بل أحيانًا التواطؤ المجتمعي ضد الضحية*. وهنا تبرز مسؤوليتنا جميعًا، كمجتمع وكمؤسسات، أن نقف بصدق، ونتحمل واجبنا تجاه ضحايا لا ذنب لهن سوى أنهن وُجدن في طريق الجريمة.
*أولًا: من هي الضحية؟*
الضحية ليست مجرد رقم في تقرير، أو قصة تُروى على استحياء. هي إنسانة حُطّمت، لا بيد الجاني فقط، بل بصمت المجتمع ونظراته وأحكامه الجائرة. وهي تحتاج، قبل أي شيء، إلى الاحتواء لا إلى المحاكمة الاجتماعية.
*ثانيًا: مسؤولية المجتمع تجاه الضحايا*
لا يكفي أن نُدين الجريمة ونشجبها. يجب أن ننتقل إلى مرحلة الفعل، ونتحمل مسؤوليتنا الأخلاقية والدينية والإنسانية في رعاية الضحايا، من خلال:
– *الاحتواء لا النبذ*: يجب أن نتجاوز ثقافة العار، ونعامل الضحية بكرامة واحترام، لا بشفقة أو تمييز.
– إليك *الخمسة محاور الأساسية لقضية الاغتصاب*، منسّقة ومجتمعة في صفحة واحدة، بشكل واضح ومترابط:
قضية الاغتصاب في السودان: خمسة محاور لمواجهة الجريمة وحماية الضحايا
أولًا: من هي الضحية؟
الضحية ليست مذنبة، بل إنسانة انتهكت كرامتها وأمانها.
هي ليست مجرد رقم أو حالة، بل روح مجروحة تحتاج للاحتواء، لا للمحاكمة الاجتماعية أو الوصم.
مهمتنا أن نعيد لها صوتها وثقتها بنفسها، وأن نضع حدًا للعار الذي يلحق بها بدلًا من الجاني.
*ثانيًا: مسؤولية المجتمع تجاه الضحايا*
لا يكفي الشجب والاستنكار، بل يجب الانتقال للفعل.
– *الاحتواء لا النبذ*: تغيير النظرة المجتمعية السلبية.
– دعم نفسي وتأهيلي: عبر مراكز متخصصة بكوادر مدربة.
– *رعاية صحية شاملة*: فحوصات، دعم في الحمل الناتج عن الاغتصاب.
– تمكين اقتصادي تدريب وفرص عمل لتمكين الناجيات.
– دعم قانوني محامون لتوثيق الجرائم ومحاسبة الجناة
*ثالثًا: دور الدولة ومؤسسات المجتمع المدني*
– إصدار وتفعيل قوانين واضحة لحماية الضحايا وتجريم الجناة.
– إنشاء مراكز خدمات للناجيات في كل ولاية.
– دعم المنظمات العاملة في المجال.
– دمج قضايا العنف في المناهج والإعلام
*رابعًا: التصالح المجتمعي وبناء الوعي*
– تغيير المفاهيم المرتبطة بالشرف والعار.
– الشرف لا يُقاس بجسد المرأة، بل بكرامتها ومبادئها.
– المجتمع الذي يلوم الضحية بحاجة لإصلاح جذري في وعيه وضميره.
ولنا عودة
بقلم✏️ مي الفاضل