منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

موقف لوحة سجن قصة قصيرة بقلم / محمود شامي

ذات وطن كنت معلما في معهده الاسلامي ، شارك معهدنا في دورة رياضية مدرسية ، كنت مشرفا على فريق المعهد في الوطن ، في تلك الدورة تأهلنا للنهائي ، ولم تكن النهاية مبهرة لنا وخسرنا فيها بركلات الترجيح ، ما ابهرنا هو انتصار ابنائي على اربعة مدارس في تلك الدورة ، واكبر نتيجة اسعدتنا وبقيت خالدة في الاذهان هي انتصارنا الرابع أمام ابناء مدرسة الكنيسة الكاتدرائية ، وفوز معهدنا الاسلامي وأبنائي بنتيجة مبهرة (5 اهداف للهلال ، مقابل لا شئ للصليب)، شعرت حينها بنشوة الفرح والتميز والروعة ، وأكثر شئ مبهر ومدهش هو او هي اللفتة الراقية و الحضارية لابنائنا بعد صافرة الحكم المعلنة لنهاية المباراة ، حيث شكلوا حلقة ، ووضعوا ايدهم على أكتاف بعضهم البعض، وأنحنت رؤوسهم للأسفل لثلاثين ثانية ، واتجهوا وبسرعة الي نظرائهم أبناء المدرسة الكتدرائية وصافحوا زملائهم ، واحتضنوهم، واصطفوا معا ،، هلال_صليب-هلال-صليب ……. ، ويد الصليب بيد الهلال …. وهكذا ، واتجهوا للجمهور بهذه الكيفية وهم ينشدون معا السلام الوطني ، في مشهد مثير وسريالي امتزج فيه الفرح بالحزن ، دمعت فيه الاعين واقشعرت له الابدان، وخرج فيه الأنسان من دواخل الجميع الي السطح ، الانسان كان حاضرا تلك اللحظات و بقوة .. كانوا ينشدون والجمهور بلغات وطنية مختلفة ، وبنفس واحد ، علت وجوههم ووجوه الجميع ابتسامات عريضة ،، كانت صوررة تبعث على البهجة والسرور والفرح ..
وبعد انتهاء الدورة بأسبوع واحد اقتحمت افراد من قوات خاصة المعهد والكتدرائية معا، سحبوني من ياقة قميصي بطريقة مذلة ، ضربت باعقاب البنادق ، وادخلوني السجن ، وبعد لحظات من ادخالي للسجن اتوا بالمشرف الرياضي للكاتدرائية الذي شاركني بعدها تلك الزنزانة المرعبة لسنوات ، ذنبي وذنبه اننا اتفقنا قبل المباراة ان نصنع تلك اللفتة او اللوحة معا …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى