منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

مليشيا ال دقلو تواصل قصف الأحياء المدنية وتقتل أبرياء في أمدرمان .. مجزرة “الحارة 17” .. المليشيا تُبيد أحلام الأبرياء

تقرير : رحمة عبدالمنعم

في جريمة مروعة تضاف إلى سجل الانتهاكات الجسيمة التي يشهدها السودان منذ اندلاع الحرب، لقي جميع ركاب حافلة مواصلات مصرعهم إثر سقوط قذيفة أطلقتها مليشيا الدعم السريع على الحارة 17 بمنطقة الثورة في أمدرمان، الحادثة التي وقعت وسط منطقة مكتظة بالسكان خلفت صدمة عميقة لدى أهالي الحي، وتركت مشهداً مأساوياً يتحدث عن حجم الألم والمعاناة التي يعيشها السودانيون يومياً

تفاصيل المأساة
وشهدت الحارة 17 انفجاراً مدوياً هزّ أركان الحي نهار الأمس، حين سقطت قذيفة على حافلة مكتظة بالمواطنين ،شهود العيان أكدوا أن الحافلة كانت تقل رجالاً ونساءً وأطفالاً، بعضهم في طريقهم إلى أعمالهم، وآخرون كانوا يعودون إلى منازلهم بعد قضاء حاجاتهم اليومية، لم ينجُ أحدٌ من الركاب، وتحولت الحافلة إلى كتلة مشتعلة وسط حالة من الذعر والبكاء بين الأهالي الذين تدافعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام مشهد لا يطاق،حيث وقعت القذيفة بشكل مباشر على الحافلة، مما أدى إلى استشهاد جميع الركاب على الفور، تاركة وراءها أشلاء متناثرة وأحزاناً عميقة في نفوس سكان المنطقة،كان الضحايا رجالاً ونساءً وأطفالاً، يسعون لقضاء حاجاتهم اليومية، ليجدوا أنفسهم هدفاً للقتل بلا ذنب

أشلاء الركاب
وقال الصحفي محمد إبراهيم:ما شهدته في الحارة 17 يُعد واحداً من أكثر المشاهد إيلاماً التي يمكن أن يراها الإنسان، الحافلة كانت مدمرة تماماً، وأشلاء الركاب متناثرة في كل مكان، بينما ارتفعت صرخات الأهالي المذهولين الذين تجمعوا حول موقع الحادث، كان المكان يروي قصة أبرياء ذهبوا ضحية قذيفة عشوائية لا ترحم
واضاف إبراهيم :هذا ليس مجرد حادث عرضي، بل جريمة بشعة تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات، المدنيون في أمدرمان، وفي كل أنحاء السودان، يعيشون حالة من الرعب المستمر، ولا أحد في مأمن من هذه القذائف التي لا تفرق بين هدف عسكري ومدني، لقد رأيت في أعين الناس إحساساً بالعجز والخذلان، فهم يواجهون الموت يومياً، دون أن يتحرك العالم لإيقاف هذا النزيف..حسب تعبيره

انتهاك صارخ
في تعليقه على الحادثة، وصف المحامي والناشط الحقوقي عبد الله عوض ما حدث بأنه “جريمة حرب مكتملة الأركان”،وقال :القانون الدولي الإنساني واضح بشأن حماية المدنيين أثناء الحرب، استهداف وسائل النقل العامة التي تُعد جزءاً أساسياً من الحياة اليومية يمثل انتهاكاً صريحاً لاتفاقيات جنيف، هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، ويجب أن تخضع للتحقيق الدولي وتقديم مسؤولي مليشيات الدعم السريع للعدالة
وأضاف عبد الله أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الجنجويد منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أن الاستهداف المتعمد للمدنيين يعكس نية واضحة لإرهاب السكان وتهجيرهم من مناطقهم

تداعيات نفسية
من جانبه، أشار الدكتور حسن النور، أستاذ علم الاجتماع بالجامعات السودانية، إلى التداعيات النفسية والاجتماعية لهذه الجريمة على أهالي المنطقة وقال :ما حدث في الحارة 17 لا يتوقف عند فقدان الأرواح فحسب، بل يمتد ليترك جروحاً نفسية عميقة لدى أهالي الضحايا ،هذه الممارسات تخلق بيئة من الخوف وعدم الاستقرار، وتدفع المجتمعات المحلية إلى الانهيار النفسي والاجتماعي. الأطفال الذين شهدوا هذه الجريمة سيحملون آثارها مدى الحياة، والمجتمع سيحتاج لسنوات طويلة للتعافي..حد قوله
وبينما يتصاعد الغضب الشعبي في أمدرمان، يقول أحد سكان الحارة، الذي رفض ذكر اسمه “للكرامة”:لم نعد نعرف معنى الأمان في حياتنا اليومية، ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ كانوا فقط يحاولون العيش وسط هذا الدمار.،كل يوم نستيقظ على أخبار فقدان جيراننا وأحبائنا، نحن نعيش مأساة مستمرة

دعوات للمساءلة
وسط هذا المشهد المأساوي، تتزايد الأصوات المطالبة بمحاسبة مليشيات الجنجويد على هذه الجرائم ضد الإنسانية ،ويؤكد الخبراء أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ إجراءات حازمة وفرضت عقوبات على قادة المليشيا لوضع حد للانتهاكات المستمرة في السودان
ويظل السؤال المؤلم: إلى متى ستستمر هذه الحرب التي تحصد أرواح الأبرياء وتدمر أحلامهم؟ الحارة 17 ليست مجرد موقع جغرافي شهد مأساة؛ بل أصبحت رمزاً للحرب المريرة التي يدفع المدنيون ثمنها كل يوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى