
مقال: دارفور… القلب النابض للوطن
✍️ بقلم : مي الفاضل دارفور ليست مجرد إقليمٍ على خارطة السودان، بل هي وطنٌ داخل وطن، مهد الأصالة، وموئل القيم، وجذر عميق في تربة التاريخ السوداني. كل رقعة تراب فيها تروي حكاية مجد، وكل امرأة من نسائها هي نبع صبر، ومرآة صمود، ونواة لمستقبل أفضل.
الوطنية في دارفور ليست شعاراً، بل ممارسة يومية.
في أسواقها، في حقولها، في مدارسها، في خِباء المرأة التي تصنع الحياة من رحم التحديات. فالمرأة الدارفورية ليست ضحية للحرب فقط، بل هي ركيزة للبناء، ورافعة للسلام، وهي منارة الوعي في مجتمع يحتاجها أكثر من أي وقت مضى.
الوحدة ليست أمنية… بل مسؤولية.
اليوم، ونحن نواجه كدولة مخاطر التمزق والنزاع، لا سبيل للنجاة إلا بالتكاتف. الوحدة تبدأ من الإنسان… من الأسرة، من المرأة، من الطفل. بناء الإنسان في دارفور يعني الاستثمار في التعليم، في الصحة، في فرص العيش الكريم، وفي تمكين المرأة لتكون شريكة في القرار، لا مجرد متلقية للآلام.
نعم… لدارفور الحق في أن تُشفى.
أن تنهض من تحت رماد النزاعات، وتُزهر كما عهدناها، أرضاً معطاءة، وإنساناً كريماً، وامرأةً تزرع الأمل في كل زاوية من زوايا الحياة.
رسالتنا اليوم هي أن حب الوطن يبدأ من حب أطرافه، ودارفور ليست طرفاً… بل قلب السودان الذي لا بد أن يظل نابضاً.
فلنحمِ دارفور بالسلام، ولنزرع فيها الوعي، ولنُعيد للمرأة فيها صوتها، وحقها، ومكانها في الصدارة.
معاً… نبني سوداناً متماسكاً، لا يُقصي أحداً، ولا يُهمِّش إنساناً، ولا ينسى دمعة امرأة في دارفور.
دارفور ليست قضية… بل وطن كامل يستحق الحياة.