مقالات شخصية (17) اختبار بقلم/ د. علي الدرورة
صورة واحدة أبعثها لعشرة أشخاص وأنتظر التعليق عليها.
تلك الصورة إما صورة لإنسان أو حيوان أو منظر ما، أو حتى صورتي الشخصية، تلك التي يبعثها لي المصورون أو الأصدقاء التي التقطت في الاحتفالات أو الملتقيات أو الندوات، وهي عادة غير مناسبة للنشر، وأحياناً أرسل فيديو من نوعية الذي يصوره (مخابيل التكتوك) الذين همّهم إبراز عيوب المجتمع ويصورونهم بالخفية ودون إذنهم أو علمهم!!!.
ولا شك أنّ الأشخاص الذين اخترتهم وأرسلت إليهم تلك الصورة وأنا على علاقة متينة بهم سوف يعلّقون بكلام مختلف، فمنهم من يكتفي بإشارة، ومنهم من لا يعلّق لا بإشارة ولا بكلام، أي يكتفي بالصمت، أي: لا تعليق (!!No comment).
الذين اخترتهم لا يعلمون أنني وضعتهم في اختبار كما كنّا سابقاً حين كنّا طلاباً ونأخذ Quiz في نهاية حصة الماثماتكس أو Since ذلك الاختبار الذي يكون في آخر ثلاث دقائق من الحصة.
الأجوبة عادة تعطي ردة الفعل وكلٌّ يعطي الأكشن الذي يمثل وضعه النفسي ساعة رؤيته للصورة.
هذا الاختبار قمت به عدة مرات وفي فترات متباعدة عبر الواتس أب والنتيجة أنني اكتشفت قوة الشخصية عند هذا وذاك؛ لأنني أقوم برصد ردود الأفعال عندهم ودون أن يعرفوا كما أسلفت القول.
يقال: *(شرّ البلية ما يضحك)*،
ويقال: *(اختر أهون الشّرين)،*
كما يقال: *(بعيداً عن العين بعيداً عن القلب)*،
وأيضاً: *(كلّ إناء بالذي فيه ينضح).*
العبارات أو الأقوال السابقة مشابهة لردة الفعل عند الأسماء العشوائية الذين تم اختبارهم لإرسال الصورة محطّ الاختبار.
إنّ اختلاف ردود الأفعال دلالة واضحة على كيفية التعامل مع فئات متفاوتة في الثقافة وهي لا تحتاج إلى مزيد من الإيضاح فقد تم تطبيق القول: *(كلّ إناء بالذي فيه…)*.
____
منتدى النورس الثقافي الدولي