معاوية السقا يكتب مهرجان الأغنية الشعبية والوطنية اتحاد المدارس الخاصة يصنع الحدث
أربعة ساعات من المتعة حبست انفاسنا علي خشبة مسرح قاعة الصداقة ونحن نشاهد فعاليات مهرجان الأغنية الوطنية والشعبية للمدارس الخاصة الذي نظمته مجلة مدارسنا بالتعاون مع اتحاد المدارس الخاصة بولاية الخرطوم
قبل أن أخوض في تفاصيل البرنامج دوعنا نثبت أن فكرة المهرجان فكرة عظيمة القت بصخرة في بركة راكدة وبعثت برسالة قوية في بريد الدولة بضرورة الاهتمام بالمناشط الثقافية وتنمية الحس الفني لدي الطلاب والتلاميذ ماشاهدناه عمل ضخم يقع من صميم اولويات الدولة قام به كيان خاص بمبادرة كريمة وجهد شعبي يستحق أن نرفع له القبعات
فقد استحق اتحاد المدارس الخاصة الاحترام وهو يقف في وش العاصفة ويعبر بالعملية التعليمية في ظل الظروف المعلومة للجميع وفوق ذلك ينظم فعالية ثقافية ضخمة أبرزت العديد من المواهب في شتي ضروب الإبداع المختلفة
فقد اصطاد اتحاد المدارس الخاصة ومجلة مدارسنا عدة عصافير بحجر واحد فقد أكد قاد هذا الاتحاد أنهم اقوياء وأهل لتحمل المسؤلية فقد اصروا علي انتظام العملية التعليمية لاتزام أخلاقي اتجاه اولياء الامور وحرصا علي مستقبل الطلاب ليكملوا اللوحة بتنظيم فعالية بديعة سلبت العقول وتجاوزت حدود العادي والمعقول فقد كانت لفته ذكية أن يخصص المهرجان للأغنية والوطنية والتراث الشعبي فقد غرز هذا المهرجان مشاعر سامية في نفوس النشئ اتجاه الوطن واستلهم التراث الذي يعبر عن الهوية السودانية والارتباط بالأرض
أن ماقدم نهار اليوم علي خشبة مسرح قاعد الصداقة فعل افتقدناه طويلا بسسب عدم الاستقرار السياسي وغباء الطامعين في السلطة أن مثل هكذا مهرجانات هى المخرج للازمة السياسية لان الفنون تخاطب الوجدان وتنمي المشاعر وتعلم الناس معاني الخلق القويم
أعود الي تفاصيل الفعالية واستطيع أن أقول أنني وقفت علي مدي أربعة ساعات مبهورا أمام مواهب نادرة وهو يقدمون ابداعاتهم باحترافية عالية عبروا عن الثقافة السوداني واستلهموا التراث الخالد وتغنوا في حب الوطن فاعادوا لنفوسنا بارقة امل بعد أن عشعش فيها الاحباط وفقدنا احساس العبور والانتصار ضربة البداية كانت من نصيب مدارس نصر الدولية في فقرة تحتشد بالكثير من الابهار قدم طلابها اوبريت جسد معاني الانتماء لتراب هذه الأرض عبر الكلمة والحركة والاكسسوارات والإضاءة التي جسدت الهوية السودانية في عمل إبداعي خلاق لتكمل مدارس اباذر الكودة اللوحة بعمل وطني جعل الجميع يقف مشدوها
الطفلة الق من مدارس نصر الدولية استطاعت أن تبعث برسالة مبطنة للذين يتصارعون من أجل الكراسي وهي تلقي رائعة خنساء العرب روضة الحاج يسرقون الكحل من عين القصيدة فقد أدت بثبات وتفاعل كبيرين
مدارس نور الإيمان سلكت لنفسها منحي مختلف وهي تراهن علي الأداء الفردي وتقدم كولاج من الاغنيات التي ارتبطت بالمدن في إشارة الي التنوع الثقافي والفني الذي يميزنا عن سائر شعوب العالم
اما مدارس القدس بكافوري كان لها رأي آخر وهي تدفع بحفيد الفنان صلاح بن البادية الذي قدم فاصلا من الغناء حلق بناء بعيدا فهذا اليافع صاحب موهبة كبيرة وسياتي يوما يتسيد فيه الساحة
مدارس التاج استلهمت قيم التراث وقدمت الفنانة المناضلة حواء الطقطاقة بصورة معاصرة في لوحة فنية من خلال ميلودرما كشفت عن اسهامات الطقطاقة في حركة الكفاح الوطني ضد المستعمر ودورها في الساحة الفنية مع انتقاد لاذع لظاهرة القونات التي اجهضت كل ماهو جميل
مدارس التأصيل اهتمت بغناء الحماسة والفروسية كنمط غنائي اثري وجدان الشعب السوداني وقد خطف طلابها البريق وأشعلوا الحريق
اما مدرسة الاكاديمية كان لهم رأي آخر وهم يراهنون علي ادب البطانة والمفردة الريفية التي بدأت تشكل المزاج العام في الساحة الفنية