
1. الوضع بعد الحرب
بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، تعرضت ولاية الجزيرة لأضرار كبيرة في البنية التحتية والقطاعات الاقتصادية والصحية. بحلول ديسمبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على معظم أراضي الولاية، بما في ذلك مدينة ود مدني، التي تُعد عاصمة الولاية ومركزها الاقتصادي والخدمي. هذا الوضع أدى إلى نزوح حوالي *250 ألف مواطن* من الولاية، مما زاد من حدة التحديات الإنسانية والاقتصادية.¹
2. استعادة الأمن والسيطرة على الولاية
– في *11 يناير 2025*، استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على ولاية الجزيرة، بما في ذلك مدينة ود مدني، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع. هذه الخطوة كانت بمثابة نقطة تحول في استقرار الولاية وبداية تعافيها.²
3. جهود تعافي القطاع الصحي
– أكد وزير الصحة الاتحادي، د. *هيثم محمد إبراهيم*، خلال زيارته للولاية في سبتمبر 2025، أن حكومة الولاية بقيادة الوالي *الطاهر إبراهيم الخير* قامت بمضاعفة جهودها لتشغيل المرافق الصحية. تم تشغيل **37 مركزًا صحيًا بنسبة 80%**، رغم نقص الكوادر الطبية بسبب النزوح.³
– أُعيد افتتاح *مركز ود مدني لجراحة القلب* في أكتوبر 2025 بعد تأهيله، مما يمثل إنجازًا كبيرًا في استعادة الخدمات الصحية المتخصصة.
4. التحسن في الأمن الصحي
– شهدت الولاية تحسنًا في الأمن الصحي، حيث أعلنت وزارة الصحة عن *تعافي 96.2% من مصابي الإسهالات المائية* خلال الثمانية أشهر الماضية، مما يعكس تحسنًا في الخدمات الصحية والاستجابة للطوارئ.⁴
5. إعادة إعمار البنية التحتية
– تعمل حكومة الولاية على تأهيل *107 مستشفيات ومراكز صحية*، مع التركيز على توفير الطاقة الشمسية للمراكز الصغيرة لتقليل الاعتماد على الكهرباء.
– أطلقت الحكومة برنامجًا لتأهيل البنية التحتية، بما في ذلك *إعادة تأهيل مستشفى ود النورة* ومراكز صحية في جنوب الجزيرة، مما يسهم في استعادة الخدمات الأساسية.
6. الدعم الدولي والمبادرات الشعبية
– تلقت الولاية دعمًا من المنظمات الدولية، مثل *منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم*، التي قدمت معدات وأجهزة طبية حديثة.
– ساهمت مبادرات شعبية، مثل مبادرة “سابا” للأطباء في أمريكا، بتقديم أكثر من *5000 معالجة* في مستشفى الكلى، مما خفف الضغط على المرافق الصحية.
7. التحديات المتبقية
– *نقص الكوادر الطبية*: لا يزال هناك نقص في الكوادر الطبية بسبب النزوح وهجرة الأطباء.
– *تدمير البنية التحتية*: تعرضت العديد من المرافق الصحية للتدمير الشامل، مما يعيق جهود إعادة الإعمار.
– *نقص الإمدادات الطبية*: الحاجة إلى إمدادات طبية متقدمة مثل أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة الأشعة التشخيصية.
8. الخطوات المستقبلية
– توسيع استخدام الطاقة الشمسية في جميع المراكز الصحية والمستشفيات لتقليل الاعتماد على الكهرباء.
– تعزيز التعاون مع المنظمات الإنسانية والدولية لتوفير الدعم المالي والفني اللازم لإعادة الإعمار.
– تقديم برامج تدريبية للكوادر الطبية المحلية لتعزيز قدراتهم وتأهيلهم للتعامل مع التحديات الصحية المستقبلية.
9. الخاتمة
نجحت ولاية الجزيرة في تجاوز العديد من التحديات التي فرضتها الحرب، من خلال استعادة الأمن، تأهيل البنية التحتية، ودعم الكوادر الطبية. رغم التحديات المتبقية، فإن الجهود مستمرة لتجاوزها وضمان استدامة النظام الصحي والخدمي في الولاية.