معاوية السقا يكتب : ستة اشهر من الحرب حكومة الجزيرة – جرد حساب
منذ اندلاع حرب الخرطوم في الخامس عشر من أبريل الماضي ظلت ولاية الجزيرة الملاذ الأمن والحصن المتين والحضن الدافي الذي احتوي آلاف الاسر التي فرت من جحيم الحرب بحثا عن الأمان والاستقرار
٢
وفي كل يوم تشرق فيه الشمس تستقبل الولاية اعدادا من الوافدين وحدات وجماعات يحدوهم الأمل بفجر يوم جديد يحمل التطلعات ويعيد الامور الي مجراها الطبيعي
٣
حكومة ولاية الجزيرة منذ انطلاقة الرصاصة الاولي فتحت الباب أمام كل الاحتمالات ووضعت نفسها في اهبة الاستعداد وفكرت خارج الصندوق من أجل حفظ الامن والاستقرار وتوفيق أوضاع الوافدين
٤
في الأسبوع الأول من انطلاقة الحرب كان قرار والي الجزيرة المكلف الاستاذ اسماعيل عوض الله العاقب بإعلان حالة الطواري ووضع رقابة مشددة وفرض عقوبات مغلظة لكل من تسول له نفسه التلاعب بقوت الشعب فاوصد الباب أمام تجار الازمات الذين اتخذوا السلع الاستراتيجية والضرورية كوسيلة للتكسب واضافة اعباء جديدة علي المواطنيبن
٦
وضعت حكومة الولاية أمر الوافدين نصب اعينها وسارعت من وتيرة الايقاع فاحسنت الاستقبال وفرت الماؤي والعيش الكريم
٧
اتخذت الحكومة قرارا عاجلا بتشكيل لجنة عليا للايواء برئاسة الأمين العام لامانة الحكومة الذي مثل رأس الرمح ووفر كل المعينات بالتنسيق مع الوزارات ذات الصلة والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني
٨
فقد اكدت هذه الفاجعة التي المت ببلادنا أن الجزيرة تمتلك حكومة رشيدة اثبتت علو كعبها في ادارة الازمات فالمواقف وحدها تظهر قدر الرجال وحسن التصرف وعظمة التفكير
٩
وعلي الرغم من الدمار الشامل الذي خلفته حرب الخرطوم في الكتلة الاقتصادية وتوقف عجلة الانتاج وشح الموارد والايرادات لم تقف حكومة العاقب موقف المتفرج ولم تلطم الخدود وتشق الجيوب بل فكرت وفقا للامكانيات المتاحة وظفت الموارد وتعاملت بواقعية سحرية اظهرت خبرات المواعيد الكبيرة التي أعادت ترتيب الامور الي مجراها الصحيح
١٠
الأرقام وحدها تتحدث أكثر من ١٥٠ الف تم استيعابهم بمراكز الإيواء التي وصلت الي ٤٣٠ مركزا بمحليات الولاية المختلفة يجدون الرعاية الصحية بإشراف مباشر من وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني ممثلة في اليونسيف والهلال الاحمر ومنظمة أطباء بلا حدود جنبا الي جنب مع الجهد الشعبي الذي ترجم كرم واصالة انسان الجزيرة
١١
اعباء كبيرة حملتها حكومة ولاية الجزيرة فالتركة ثقيلة والهم اكبر ازدياد في الكثافة السكانية وازدحام في حركة المرور ولكن كل ذلك كان كالنسمة في مهب الريح لا أثر له ولاثاثير فالاستقرار الذي يترا أمام اعيننا يوحي بأن الامور تمضي كما تشتهي النفوس رغم فجيعة الحرب ومرارة الفقد في الأرواح والممتلكات فالاسعار في متناول اليد والسلع علي قارعة الطريق فقد اكتفت الجزيرة وعم خيرها ولايات اخر
١٢
كانت حكومة ولاية الجزيرة ذات بصيرة نافذه وهي تهتم بالعملية التعلمية وتنظر بعين الاعتبار لابناء الوافدين الممتحنين للشهادة الابتدائية فتم استيعابهم مع اخوتهم بالولاية فجلسوا للامتحان سويا ومضت الامور بسلام فنطلقت زغاريد النجاح شلالات من الفرح وفيضا من الحبور
١٣
ولأن الاقتصاد يمثل عصب الحياة وشريانها التاجي مضت حكومة العاقب خطوات واثقة في فتح نافذه للاستثمار وجذب روؤس الاموال لترسم واقعا جديدا في ظروف استثنائية بالغة التعقيد ،،،، فتحت الباب علي مصرعية أمام رجال الأعمال بحوافز مغرية وتسهيلات كبيرة عبر نافذه واحدة فالقت بصخرة في بركة راكده وضعت الكرة فى ملعب المستثمرين