التقارير

معاوية السقا يكتب : القطاع الصحي بولاية الجزيرة جرد حساب -كيف واجهت حكومة الولاية تحدي الامراض الوبائية -صحة الجزيرة طوعت المستحيل في وقت كانت تحتاج فيه الي معجزة -إضافة أقسام لمستشفي المناقل وترفيع المراكز الصحية وعودة سريع للمستشفيات بعد التحرير

أولت حكومة ولاية الجزيرة القطاع الصحي اهتماما متعاظما منذ سقوط مدينة ود مدني علي أيدي مليشيا آل دقلو الإرهابية وخروج عدد كبير من المرافق الصحية عن الخدمة فكانت خطة الولاية الاسعافية في تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق الامنه ولعل وجود الوالي الطاهر إبراهيم الخير بمدينة المناقل بعد أن اتخذ منها عاصمة ادارية كان فاتحت خير لمزيد من التجويد لاسيما أن المناطق الامنه حينها كانت تعج بعدد من الفارين من جحيم الحرب خاصة المناقل التي استقبلت أكثر من مليون واقد
ومن حسن حظ والي الجزيرة وجود وزير صحة ذو كفاءة إدارية عالية يعمل بمهنية وديناميكية ويتمتع بعقلية ادارية مبادرة لاتعرف الخنوع والاستسلام وتعمل في احلك الظروف مما سهل مهمة الوالي وجعله يعمل في تناغم وانسجام مع وزيره الهمام
كانت الخطوة الاولي التفكير خارج الصندوق وفق خطة اسعافية عاجلة بتوفير الدواء بعد أن فقدت الولاية كل المخزون الاستراتيجي من الادوية ثم ابتكرت حكومة الولاية المخيمات الصحية والعيادات الجوالة للنازحين في مناطقهم وقامت في ذات الوقت بتاهيل مستشفي الأطفال بالمناقل واضافة أقسام جديدة بمستشفي المناقل كالعظام والكلي والذرة جنبا الي جنب مع ترفيع بعض المراكز الصحية الي مستشفيات
في تلك الفترة واجهت حكومة الولاية تحدي الخريف وامراضه الفتاكه فهتمت وزارة الصحة بالطب الوقائي وكافحت نواقل الامراض عبر الارشاد الصحي والنظافة والرش الرزازي فكانت الجزيرة من الولايات التي سجلت معدلات أقل لأمراض الخريف كالكوليرا والملاريا والتايفويت مغارنه ببعض الولايات الامنه التي سجلت معدلات اكبر
لم تستسلم الجزيرة لسياسة الأمر الواقع بعد أن أغلق طريق الإمداد وسقوط جبل موية مما جعل المناقل في عزلة عن بقية الولايات فوجود وزير الصحة بولاية كسلا جعله يتحرك في كل الاتجاهات ويعود تفاهمات مع المنظمات والصحة الاتحادية فاثمر ذلك عن الجسر الجوي الذي ربط بين المناقل والمركز فكان ثمرته خمسون طن من الادوية حققا مزيدا من الاستقرار في القطاع الصحي
كان التحدي الأكبر بعد تحرير الولاية خاصة بعد الخراب والدمار الذي اصاب القطاع الصحي وفقدان أكثر من ١٧ الف كادر صحي فتضاعفت الجهود في عودة المرافق الصحية ودخولها الخدمة فكانت ضربة البداية بمستشفي الكلي فعاد سريعا ثم الاهتمام بالرعاية الصحية داخل المراكز الطرفية والعمل ليل نهار في عودة المستشفي التعليمي بمدني فتم افتتاح قسم الطواري وتواصلت الجهود الي ان عادت كل المرافق الصحية بصورة اسرع مما كنا نتصور
كانت العقبة التي تقف أمام الحكومة هي انقطاع الكهرباء فستخدمت الطاقة الشمسية كحل موقت الي ان تم تركيب المحول الذي كلف ١٩٧ مليون فبدات المستشفيات تعمل بطاقتها القصوي
تجديد الثقة في وزير الصحة أسامة عبد الرحمن كان قرارا حكيما من الوالي فالرجل عقلية ادارية وكادر صنع المستحيل فى وقت كان يحتاج فيه الي معجزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى