قيل في الأثر ” لُقمة في بطن جائع لها شُعاع كجبل أُحد ” و قالﷺ في فضل إطعام الطعام ” في كل كبدٍ رطبة أجر” .
مع اكتمال المئة السادسة في هذه الحرب ومرورها بمسيد الشيخ الأمين عمر الأمين، لا يسعنا إلا أن نقول: هنيئًا له بهذه البيعة الرابحة التي راهن عليها وأوفى بها منذ اليوم الأول والساعة الأولى. حين فرّ الجميع هربًا من الموت، و بقي الكثيرون ينتظرون رحمة الله بهم .
اختار الشيخ الأمين أن يكون لهم وطنًا داخل وطنهم، فتح بيته وتكيته ومسجده في مسيده بأمدرمان، ليصبح ملجأً ومأوى، ليس فقط مكانًا، بل شعورًا بالأمان والسكينة. في هذا المسيد المُبارك توفّرت كل سبل الحياة؛ من طعام ومياه شرب ورعاية صحية ودواء، وكل ذلك في ازدياد مع تزايد الوافدين والمحتاجين.
اختفت ملامح الحرب داخل هذا المسيد، وظهرت بدلًا منها البشاشة والضيافة والكرم، يقينًا وتجسيدًا لما قيل عن ابونا الشيخ الأمين: “كالغيث أينما وقع نفع”. وصدق النبي ﷺ في قوله: “هم القوم لا يشقى بهم جليسهم”.
في أوقات الشدائد تظهر معادن الناس، وقد أظهرت هذه الحرب معدن الكرامة والشهامة في شخص ابونا الشيخ الأمين. فلمن عاشروه أو سمعوا عنه، كان الأب الحاني الذي أنقذ الأرواح من الجوع، وثبّت القلوب من الخوف، وأوى المشردين، واحتضن الجميع كما نحب أن نلقبه ب”أبو الغلابة”.