التقارير

مسرحية “أبو ضريرة”.. خطاب التباكي والادعاء على منبر سونا

المناقل : تاج السر ود الخير

في مشهد يذكرنا بعروش الديكتاتوريات البائدة، جمع “عبدالمنعم موسي أبو ضريرة” الصحفيين عبر منبر سونا الرسمي ليقدم عرضا مملوءا بالتناقضات، مسرحية معدة مسبقا يحاول من خلالها تلميع صورته كبطل منقذ. ما حدث ليس لقاء صحفيا عاديا، بل كان استعراضاً مكشوفا لتمجيد الذات، حيث تناوب أعضاء اللجنة على ذكر “مناقبه” وكأنهم يقرأون من سيرة قديس، بينما هو يكمل المسيرة باستعراض “إنجازاته” العريضة..

** “أنا الزاهد العظيم”!

يتبنى أبو ضريرة خطاباً أخلاقياً منبرياً ينضح بالازدواجية، فهو من جهة يرفض المناصب زهداً (كما يدعي)، ومن جهة أخرى لا يترك مناسبة إلا ويستعرض فيها “إنجازاته” وكأنه الوحيد الذي يعمل في الولاية. يقول ” ليس عندي منة على بلدي والناس”، ولكن لا يستقيم هذا عندما تكون الأعمال الخيرية وسيلة للاستعراض والتمجيد؟(( الخير الحقيقي لا يحتاج إلى منابر إعلامية ولا إلى لجان تمجيد.))
يقول: “يتركز الجهد الكامل في خمسة أشخاص فقط، ويشيد هنا بالدور البارز لرجل الأعمال محمد جموعة في دعم المبادرات الاجتماعية والتحركات الإنسانية، إلى جانب مساهمات بعض المحسنين.

**تهرب ضريبي

يوجه أبو ضريرة اتهامات عشوائية لرجال الأعمال بأنهم “لا يدفعون 1% ضرائب”، بينما هو نفسه جزء من النظام الذي فشل في تحصيل الضرائب. كيف يتجرأ على اتهام الآخرين وهو لم يقدم أي حلول سوى الخطب الرنانة؟ إذا كان يعرف المتهربين، فلماذا لا يبلغ عنهم بدلاً من الصراخ في المؤتمرات؟
النقد طال أداء وزراء المالية المتعاقبين، واصفا إياهم بالفشل الذريع في تحصيل الضرائب، مشيرا إلى أنهم يحصلون أحيانا مليون جنيه فقط من كل ترليون جنيه مستحق، مما أفقد الدولة موارد مالية ضخمة.”

** ورقة عاطفية رخيصة

المشهد الأكثر استفزازاً هو محاولته ركوب موجة الدعم للقوات المسلحة، حيث يتهم رجال الأعمال بعدم مساندة الجيش، بينما هو يستخدم القضية الوطنية كأداة للترويج لنفسه. لو كان جاداً في دعم الجيش، فلماذا لا يعلن عن تبرعاته بشكل واضح بدلاً من الاكتفاء بالاتهامات؟ أنظر قوله: “عدد من كبار الرأسماليين ورجال الأعمال في البلاد رفضوا تقديم تمويل لشراء الأسلحة للقوات المسلحة”.

**دعاوى شفافة زائفة

يدعو أبو ضريرة الحكومة إلى “الشفافية” وهو الذي حوّل لجنته إلى منصة شخصية للتمجيد. يتحدث عن “التأسيس القوي” بينما لا نرى على الأرض إلا مشاريع هزيلة لا تتناسب مع الضجيج الإعلامي. والأكثر إثارة للاشمئزاز هو اتهامه الدولة بـ”فشل تحصيل الضرائب” بينما هو جزء من هذه المنظومة الفاشلة، ولم يقدم حلاً ملموساً.

**كفى مسرحيات.. الشعب السوداني ليس غبيا!**

لقد سئم الناس من “المنقذين” الوهميين الذين يحولون كل مناسبة إلى عرض شخصي. إذا كان أبو ضريرة جاداً، فليتوقف عن استغلال المنابر الرسمية، وليقدم حسابات واضحة عن أموال اللجنة، وليوجه اتهاماته للجهات المختصة بدلاً من الصحف الالكترونية وليعمل بصمت بدلاً من تحويل كل إنجاز إلى حملة إعلامية.

كفى استغلالاً لقضايا الوطن.. فالشعب السوداني يستحق أكثر من خطابات ديماغوجية ومسرحيات فارغة!

**عوداً على بدء

دعونا هنا نستذكر بعض أقوال الرجل في المنبر: أوجه حديثي إلى رجال الأعمال الذين قصدتهم بخصوص إنشاء فصل صناعي لدعم الصناعة، لكني لم أجد منهم دعمًا بجنيه واحد!

الواقع أن رجال الأعمال لا يدفعون حتى 1% من ضرائبهم المستحقة. بينما لو تعاونت الدولة معنا، لاستفادت في دعم الاقتصاد الوطني.

لقد بنيت عشرات المنازل للمتضررين من السيول والأمطار، ولم يشارك معي إلا القليل. بعض رجال الأعمال الكبار تخوفوا حتى من دعم استجلاب عربات للجيش، بينما نحن نذرنا أنفسنا لهذا الدعم. ثم يأتي أحدهم بتهمة باطلة زاعماً أن الدعم كان لمصلحة شخصية!

نحن ندعم المراكز الخدمية في مختلف المناطق بشكل مستمر. لو كانت الدولة واعية وعقدت اجتماعات جادة مع اللجان المعنية، لأسس بنية قوية للتنمية. كما أن الحكومة لو تحلت بالشفافية، لاستفادت من هذه الجهود بشكل كبير.

أثناء الكوارث مثل السيول والفيضانات، غابت جهود الدولة تماماً، بينما وثق الناس في جهودنا لتوزيع المساعدات. نقدم الدعم لكل من يحتاج، لكن للأسف حتى المستغلين والحرامية استفادوا من هذه المساعدات.

الدولة فشلت في تحصيل الضرائب، ونحن في السودان عاجزون عن جباية الضرائب بشكل عادل. وزراء المالية المتعاقبون لم يحققوا نجاحاً يذكر في هذا المجال، فالمطلوب تحصيله تريليونات، بينما المحصل لا يتجاوز الملايين!

أما عني، فأنا لست بحاجة إلى أي منصب مهما علا شأنه، لأنني أستطيع أن أقدم المساعدة من موقعي الحالي. نحن نعمل لخدمة كل السودان، وهدفنا هو الدعم الحقيقي لا المناصب والمظاهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى