منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

مسامرات محمد ابراهيم نوافل العيد…والقنوات

تموضعت المغنية القادمة من (سفوح الغناء) ومطت شفتيها تبرما وثبتت عينيها في عيني المذيعه بثقة مفرطة وهي ترمي بحديثها (اغنية الترامادول كتبتها انا عشان توعية الناس)..وتتفحص المذيعة الاغنية جيدا ولاتجد فيها بواعث توعوية…وعبثا حاولت اقناعها بان الاغنية لاتحوي شيئا من الوعي بخطورة المخدرات…وربما في بالها سؤال لم تلقه عليها (انتي بتفتشي عن التريند بس)…

*يصمت كثيرون ذعرا لتخيل فكرة (العنكبوتة) كاتبة ومغنية ذات تأثير مباشر علي الناس

لم تكن المغنية (نون العنكبوتة) في جزيرة معزولة بوجودها في قناة مؤثرة كقناة البلد..ولكنها كانت جزءا من (سيولة قونات) انفتحت في الاجهزة الاعلامية بشكل يدعو للغثيان والحيرة…

كانما ثمة جهات محددة فرضت على تلك الاجهزة تسميم الاجواء بهذا الحشد المهيب من قبيلة (القونات)…دعوة صريحة للالهاء…ونهج متعمد لنشر التجهيل والمسموم من الغناء في سعي حثيث لابعاد الاغنيات الوسيمة والمطربين الملتزمين من التأثير في المشهد الغنائي الذي يجد قبولا كبيرا لدى عامة الناس….

ان اردت قيادة مجتمع ما فعليك بقيادة فنونه ومسارحه وشعراءه….

هو ماتفعله بنا الالة الاعلامية (غير الرشيدة الان)…

تقذف القنوات بكل ماهو سطحي وردىء ليكون الصوت الجهير والتاثير الامضى…

المجتمع ايضا ساعد بقوة في تكاثر هذه النماذج الغنائية الشائهة التي تمطت وتمددت في المشهد الغنائي رغم فجاجة كلماتها وبدائية ألحانها وحشرجة أصوات من يرددونها .. وإجمالاً ليس ثمّة ما تحمله هذه (الأشياء) المسمية مجازاً بالأغنيات في أن يجعلها ذات حظوة وقبول عريض في المشهد الغنائي السوداني .. ولكنها رغم ذلك موجودة .. ومنتشرة بكثافة بائنة .. ويتم تداولها على نطاق واسع في كثير من ضواحي العاصمة والولايات وتتكفل القنوات بان تكون بمثابة (حاضنة اجتماعية لها)…يقود ذلك الى ان تتكفل تلك الاغنيات بملء جيوب مردديها من مطربين .. وذلك فقط لأنها – شئنا أم أبينا – باتت مطلوبة وبشدة وتنقلهم إلى عوالم الثراء السريع .. والشهرة المجانية ويصبحون بالتالي هم النجوم واصحاب التأثير في بنية المجتمع بكلياته.

*يساعد المجتمع دون وعي منه في تناسل تلك الفطريات الغنائية السامة وساند انتشارها ومهّد لها الأجواء لتتناسل وتتمدد بل أنه حفّز مردديها (بعدادات) مهولة بقبوله واحتفائه بها .. العلة إذن تكمُن في التفكير السلطوي والبرامجي و المجتمع ايضا .. و في العقل الجمعي الذي بات ينقاد برجليه وبالتريندات…

اخر السمر…

_ اظنه كان حوارا غير قابل للاستنساخ او التقليد ماقدمته ليمياء متوكل مع الكائن الخلوي عثمان بشرى في العيد…صفع للرتابة…والبشرى صاحب الحروف الزائدة في اللغة ينتشى بتفرده…

*عفراء فتح الرحمن احدى الحسنات القليلة في هذا الشهر بحواراتها التي قدمتها في قناة البلد في هذا العيد..

_ملاذ ناجي تلعب جيدا في حواف الحوار الفني.. وباتت تملك منطقتها ومنطقها في الشكل الحواري القائم علي تكثيف الاسئلة الحارقة…

*عادت ساورا وعاد معها الق الامسيات….و ياتوما من وجعي العنيد ..هل ازهرت شجرة حديد)…

سمر اخير…

الحمد لله الذي جعلنا جيلا استمع لهاشم ميرغني ومصطفى سيد احمد ووردي وعثمان حسين والعميري وزيدان ووردي…و(خزن) في فؤادنا بعض الياذاتهم…والا لكنا لظننا ان الغناء هو (عشاء الجبل ومروة والردمية وبعض الحمادات)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى