حوارات

مديرة بنك الخرطوم فرع مدني هويدا محمد الحسن علي الأمين: استبدال العملة فرصة لا أزمة.. وخبرة الولايات تُشَكل استراتيجيتنا”

التقاها: تاج السر ود الخير

“مديرة بنك الخرطوم فرع مدني هويدا محمد الحسن علي الأمين: استبدال العملة فرصة لا أزمة.. وخبرة الولايات تُشَكل استراتيجيتنا”

“بطاقة منتهية؟ جواز قديم؟ لا مشكلة!.. بنك الخرطوم يلغي اشتراط صلاحية المستندات”

“رغم الحرب: تطبيق ‘بنكك’ يتصدّر مشهد التحويلات.. والمغتربون أوفر حظاً”

“خيمة خارجية – فرق متنقلة – إعادة فتح فرعين أسلحة بنك الخرطوم لمواجهة طوفان العملاء”

“من رحم النزوح إلى قلب الجزيرة: كيف حوّلت ‘تجربة سنار’ استبدال العملة من كابوسٍ إلى فرصة؟”

“خطاب واحد يفصل الوزارات عن الحسابات.. وهندسة على مدار الساعة تراقب الزحام”

المقدمة:

في خضم التحديات الاستثنائية التي يمر بها السودان، يبرز قرار “استبدال العملة” كإجراء مصيري لإعادة هيكلة المنظومة المالية. في هذا الإطار، التقت “التيار” بالسيدة – مديرة بنك الخرطوم بمدينة ود مدني – التي استقبلتنا بحفاوة وتميزت بإجابات شاملة تعكس عمق خبرتها وحضور بديهتها الفذة. تحدثت بثقة عن استعدادات البنك الاستباقية، مستندةً إلى تجربتها الميدانية في ولايات النزوح، مؤكدةً أن الحرب لم تُعطّل الخدمات المصرفية بل زادتها إصراراً على الابتكار.

# بداية، هل يمكن أن تعرّفينا بنفسكِ؟

> “اسمي هويدا محمد الحسن علي الأمين، وأشغل منصب مديرة بنك الخرطوم فرع ود مدني. أنا من مواليد هذه المدينة الطيبة، ونشأت وترعرعت فيها. جميع مراحلي الدراسية كانت بين ربوع ود مدني، فهي بالنسبة لي مدينة عزيزة على القلب، لا أُفضّل عليها أي مدينة أخرى في السودان.”

** بنك الخرطوم مشهور بكثرة عملائه. حدثينا عن تجربة البنك في الولايات الآمنة، وعن تجربة تغيير العملة تحديداً؟

> “بالنسبة لتجربة استبدال العملة، فقد شاركنا بنشاط خلال فترات النزوح في تنفيذها بعدة ولايات آمنة. أنا شخصياً حضرت عملية الاستبدال في ولاية سنار، كما شارك زملاء آخرون في ولايات مختلفة. الحمد لله، كانت التجربة ناجحة ومثمرة؛ حيث اكتسبنا خبرة عملية قيّمة في كيفية الإعداد المُسبق وإدارة عملية الاستبدال بسلاسة وفعالية.”

> “انطلاقاً من هذه الخبرة، بدأنا في فرع ود مدني (ولاية الجزيرة) الاستعدادات المُبكّرة قبل الموعد الرسمي لاستبدال العملة. قمنا بحملة مكثّفة لفتح الحسابات للمؤسسات الحكومية، وجندنا فريقاً من الموظفين – وأنا نفسي كنت أرافقهم في الميدان – حيث قمنا بجولات شملت مواقع مثل: الغابات والزراعة والمطبعة الحكومية والتخطيط العمراني وغيرها

> “هذه الجهود المُسبقة تهدف إلى تخفيف الضغط المتوقع أثناء فترة الاستبدال الفعلية، حيث سيقل عدد من يحتاجون لفتح حسابات في تلك الفترة الحرجة. أما استعداداتنا المباشرة، فتشمل إنشاء خيمة خدمية خارجية في الشارع المجاور للفرع، وتجهيز فرق متنقلة مزوّدة بأجهزة لابتوب على مستوى محليات الولاية لفتح الحسابات فوراً لأي عميل يتقدّم إلينا، سواء داخل البنك أو عبر هذه النقاط الخارجية.”

# “في ظل الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد بسبب الحرب، وتجاوز الحكومة لاشتراط سريان المستندات في العديد من المرافق، هل يشترط بنككم صلاحية الشهادات والمستندات لفتح الحساب؟ أم هناك تسهيلات تُطبق في هذا الشأن؟”

“سابقاً، كنّا نفتح الحسابات فقط بإثبات هوية ساري المفعول. لكن حالياً – وفقاً للضوابط الجديدة – أصبح بإمكاننا فتح الحساب باستخدام الرقم الوطني، أو البطاقة القومية حتى لو كانت منتهية الصلاحية، أو الجواز، ( أو رخصة القيادة التي مدرج بها الرقم الوطني وذلك لأن نظامنا مرتبط بالسجل المدني،) حيث يمكننا التحقق من هوية طالب الخدمة الذي يقدّم بطاقة منتهية الصلاحية. يتم استخراج (تحقق الهوية) وإرفاقه مع المستندات المُقدّمة، وبوجود جميع الإثباتات المطلوبة – نحن نفتح الحساب.”

# “في الاجتماع الأخير مع بنك السودان حول استعدادات استبدال العملة، تمت الإشارة إلى تجربتكم في الولايات الآمنة. كيف انعكست هذه الخبرة على استعدادات فرعكم الحالية؟”

“عقب الاجتماع الخاص باستعدادات استبدال العملة مع بنك السودان، حيث استعرضنا تجربتنا في تنفيذ هذه العملية بالولايات الآمنة، أدركنا – استناداً إلى حجم الإقبال الذي شهدناه سابقاً – ضرورة التحرك المُبكر لفتح الحسابات. لذلك بادر فرعنا في ود مدني بزيارات ميدانية مكثفة لمقار عمل الجهات الحكومية والموظفين الذين قد يعجزون عن الحضور أثناء ذروة الاستبدال، بل وعملنا خلال العطل الرسمية لتحقيق ذلك. هذه الجهود الاستباقية تهدف إلى تخفيف الضغط على العملاء والبنك معاً أثناء المرحلة الحرجة. أما عن التوسع في الخدمة، فبالرغم من تلقينا طلبات من مؤسسات جديدة، فإننا نركز أولاً على استكمال وتسليم جميع الحسابات التي سبق وتم اكمالها لأصحابها، على أن ننتقل بعدها مباشرة وبلا توقف لفتح حسابات المؤسسات الأخرى.”

# “هل إجراءات فتح الحساب في بنك الخرطوم بسيطة أم معقدة؟”

“تتسم إجراءات فتح الحساب في بنك الخرطوم بالبساطة والمرونة: يُقدّم العميل إثبات هوية (بطاقة قومية/جواز/رخصة قيادة/أي وثيقة تحوي الرقم الوطني أو الرقم الوطني نفسه)، ثم يحصل على استمارة مخصصة يتم تعبئتها بتوقيع واضح غير معقد. بعدها يتولى موظفون متخصصون – مفرغون لهذه المهمة – إتمام الإجراءات فوراً، حيث يُسجّل رقم الحساب الجديد ويُسلّم للعميل في ذات الجلسة. أما كلمة السر للتطبيق الرقمي ‘بنكك’، فتُرسل تلقائياً عبر الرسائل النصية إلى شريحة الهاتف المُسجّلة بمجرد تفعيل الحساب، دون أي تأخير.”

# هل يواجه العملاء الجدد صعوبات في إجراءات الأمان بتطبيق “بنكك” كتغيير كلمة المرور أو استعادة الحساب؟

“إجراءاتنا مصممة لضمان الأمان مع البساطة: عند التسجيل يختار العميل أسئلة أمان شخصية يعرف إجاباتها فقط. هذا النظام يُمكنه حل أي مشكلة تلقائيًا – سواء نسيان كلمة المرور أو تغيير الجهاز أو قفل الحساب – بمجرد الإجابة الصحيحة على أسئلة الأمان داخل التطبيق دون حاجة لمراجعة الفرع.”

# هل أنتم راضون عن أداء البنك رغم شكاوى الازدحام المتكررة؟

“الازدحام الحالي نتيجة طبيعية لتضاعف أعداد عملائنا، لكننا نعمل جاهدين على حلّه عبر توسعة وجودنا الجغرافي: أعدنا افتتاح فرع الحصاحيصا، وفرع أم القرى. وفرع تمبول قيد الإعداد. كما ننتظر ونتمني موافقة مصلحة الأراضي والاستجابة بالسرعة المطلوبة لتخصيص مواقع فروع جديدة. هذه التوسعات ستُحقق راحة العملاء وتُخفف الازدحام بشكل كبير.”

# هل يعمل المقر القديم للبنك في ود مدني حاليًا؟

“الفرع الرئيسي القديم (سوق ود مدني) سيخضع لأعمال صيانة وتطوير شاملة، وسيعود للعمل فور انتهائها. أما فرع المنطقة الصناعية فسيُستبدل بفرع جديد في موقع مختلف لتحسين الخدمة.”

# هل أنتم راضون عن أداء البنك في خدمة العملاء؟

“نحن فخورون بدورنا في حلّ معاناة المواطنين عبر تقديم حلول عملية، مثل تمكين المغتربين – عبر تطبيق ‘بنكك’ – من تحويل الأموال وإدارة شؤون أبنائهم الدارسين بالخارج والداخل وأسرهم وغيرها من الخدمات الحرجة ( فترة النزوح ) التي أسهمنا في تسهيلها.”

# كيف تتعاملون مع شكاوى تأخر كلمات المرور أو مشكلات الخدمة الإلكترونية؟

“الخدمة الإلكترونية متاحة حاليًا عبر الجواز بشرط مطابقة الصورة الشخصية، وتُنجز في 5 خطوات. عند وجود اختلاف في المظهر (كعدم تطابق الصورة)، ننصح بتحديثها في ملف الرقم الوطني لأن النظام يعتمد عليه. العملاء الذين بدأوا إجراءات مسبقة عبر الرابط المعطّل يكملونها حضورياً بالفرع، بينما نعمل على حلّ المشكلة التقنية.”

# هل يُعتبر بنك الخرطوم رائدًا في تقديم خدمة التطبيقات المصرفية مثل “بنكك”؟

“نعم، نحن أول بنك سوداني يطلق تطبيقًا مصرفيًا فعّالًا (بنكك). في البداية واجهنا ترددًا من العملاء بسبب قلة الوعي بالمعاملات الإلكترونية، لكن مع الوقت أصبح التطبيق عماد الخدمات المصرفية، وحذت حذونا البنوك الأخرى عبر تطبيقات مشابهة.”

# لماذا ترفضون فتح حسابات للوزارات رغم دور “بنكك” في تبسيط الإجراءات؟

“هذا غير دقيق؛ فنحن نرحّب بفتح حسابات الوزارات، لكنّ الإجراءات تخضع لضوابط نظامية. أي مؤسسة حكومية (بما فيها الوزارات) يجب أن تقدم خطابًا مُصدّقًا من وزارة المالية أو بنك السودان يخوّلها فتح الحساب. نتلقى هذه الطلبات رسميًا عبر البريد، ونسارع بتنفيذها فور استكمال المتطلبات.”

# هل لديكم خطة عملية لتخفيف الازدحام؟

“يعمل مهندسون متخصّصون على مدار الساعة لمراقبة الأنظمة الإلكترونية وتطويرها محليًا ودوليًا، مع وضع حلول استباقية لكل التحديات التقنية والخدمية المتوقعة لضمان سلاسة العمليات.”

كلمة شكر لمستحقيها.
“لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نوجّه أصدق عبارات الامتنان للسيد الصادق إيدام – مدير إدارة فروع الولايات – على متابعته الحثيثة ودعمه المستمر الذي كان حجر الزاوية في وصولنا لهذه المرحلة من النجاحات. كما نرفع التحية للسيد جمال الدين محمد الأمين – مدير منطقة الجزيرة – الذي يدير دفة فروع البنك بحكمة القائد وعبقرية الإدارة، مقدّمين نموذجاً رفيعاً في قيادة التحديات المصرفية.”

# كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار.

“صحيفة التيار تمثل إعلامًا مهنيًا رصينا وهذه فرصة لأؤكد التزام بنك الخرطوم بدعم المواطن عبر حلول مبتكرة تواكب تحديات المرحلة.”

# من المحرر

“يختتم هذا الحوار برسم صورة واعدة لمؤسسة مالية تتحول فيها التحديات إلى فرص: “بنك الخرطوم” فرع ود مدني بقيادة السيدة هويدا يجسّد مرونةً استثنائية في الأزمات عبر تسهيل إجراءات الهوية وفتح الحسابات رغم ظروف الحرب، ويحوّل الدروس الميدانية من الولايات الآمنة إلى استراتيجية عمل استباقية في ولاية الجزيرة، بينما يظل تطبيق ‘بنكك’ الرقمي منصةً حيويةً للمغتربين وإدارة تحويلاتهم بدقة. اعادة فتح الفروع القديمة بالسرعة المطلوبة (الحصاحيصا/أم القرى/وقريبا تمبول) تؤكد أن الازدحام ليس أزمةً بل حافزاً للتطوير،بهذه الرؤية الواثقة، تختتم المديرة حوارها بعبارة تُلخص فلسفة البنك: ‘خدمة المواطن مسؤوليتنا الأولى’، مُرسيةً نموذجاً لمؤسسات تبني من رحم الأزمات وتُعيد تعريف الصمود المصرفي في السودان.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى