منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

محمود حسن فكاك يكتب _ فضيل والاتساق الفكري

في المقال السابق اشرنا الي الشرك الذي وقع فيه الممثل عبدالله عبدالسلام بتعرضه لاتفاقية سيدوا من خلال وجهة نظر فطيرة تعكس تبنيه لوجهة نظر سياسية / سلفية اكثر من كونها فكرية منطلقة من مرجعيات اساسية في التراث الانساني السوداني الذي لم يكن عدواً للمرأة ولم يضطهدها الا في الخيال البدوي المريض المنطلقة منه شخصية فضيل وضربنا علي ذلك أمثلة بفضيل نفسه الذي شارك في عدد من الرحلات الفنية بمصاحبة فنانات لم يكن بينهم رابط شرعي وليس معهم محرم بحسب نقده في مقطع الفيديو، اذاً عدم التزامه بالشريعة التي يدعيها بعدم رفضه لهكذا مشاركات ليس مصدرها الدين ولا اتفاقية سيدوا بقدر ماهي منظومة اخلاقية حاكمة (وهذه هي المساحة الحقيقية التي تشتغل عليها الفنون ) .
قلنا ان فضيل وقع في الشرك الذي نصبه له الكيزان ( ستتأكد من هذه المعلومة من خلال مراجعة الذين يساندون مقطع الفيديو ويتصدرون للدفاع عنه في الوسائط المختلفة) بتبنيه لوجهة النظر تلك واتحداه ان يستطيع ان يخرج في برنامج تلفزيوني مباشر ليعبر عن رأيه ويفند وجهة نظره ومصادره المعرفيه .
الخلل الفني الاكثر وضوحاً في كافة اعمال فضيل وكل من يعمل بطريقته انه لا توجد نصوص مكتوبة لاعمالهم وبكاتب معروف وإنما تعتمد علي الارتجال (وهو طريقة فنية تحتاج الي مقدرات عالية لضبط المحتوي وعدم خلق تناقضات من خلال البحث عن الاضحاك ) وخطورة الارتجال انه في الغالب سيقدم وجهات نظر متناقضة وافكار غير متناسقة لتعدد وجهات النظر المطروحة والتي بالضرورة كما اشرنا سابقاً تتطلب مقدرات فكرية وفنية عالية وهي صفة نفيناها عن فضيل ومجموعة عمله من خلال جملة منتوجه الفني الكبير الذي لم يستطيع تصدير مقولة فنية او فلسفية طوال هذه الفترة وانما اكتفي بتصدير المقولات الأكثر عبطاً وسذاجة # لاحظ شخصية اللمبي لمحمد سعد التي تقع في ذات الإطار النمطي لكنه قادر علي تصدير مقولات عميقة (راجع مشهد محمد سعد وحسن حسني عند اكتشاف تهريب السجين في فيلم اللي بالي بالك عندما يقول له اللمبي : انت شغال عمرك كلو منتظر فرصة عشان تبيع نفسك وانا قاعد عمري كلو ومنتظر نص فرصة عشان اشتري نفسي ) وفوق كل ذلك استطاع محمد سعد ان يقدم نفسه في شخصيات مختلفة تماماً عن النمط الذي يقدمه في فيلم الكنز بمشاركة استاذنا القدير محمد السني دفع الله وهو مايثبت فرضيتنا بان فضيل لا يملك إمكانيات ادائية لعدم مقدرته علي تقديم نموذج واحد مختلف عن هذه الشخصية التي هي تجميع لمجموعة اسوأ ماقدم من شخصيات من بعض الممثلين ومؤدي النكات الذي كانوا في يوماً من الايام ظاهرة مثل ظاهرة فضيل تماماً الي ان عفي عليهم الزمن وهو مايثبت صحة فرضيتنا بزوال هذه الظاهرة المسطحة .
جملة التغيير البطئ الذي يحدث في السودان علي الرغم من ضعف اداء الحكومة وفشلها في تقديم مشروع وطني وثقافي هو ماساهم في امتداد كثير من الظواهر المتسربلة من العهد المُباد ولكن مثل هذه الظواهر التي تحمل بذور فناءها داخل جيناتها لا تحتاج الي اكثر من تعريتها وكشف ضعفها .
نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى