منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

محمد عكاشة يكتب : إمرأة جميلة شرطُها للزواج أن يكونَ ذكراً مُسلماً

فى خواتيم عقدَ الستينيّات حَزّم الرجلُ أمَرهُ لزيارة بعض مُحبيه فى قريةٍ من نُجوع السُودان.
جَدّي رَحمهُ الله كان محظيّاً بالتقدير والمكانة بينهم.
احتشد الناس لاستقباله بالذبائح والوجوهِ الضاحكةِ وبالبشرِ والترحاب هو ومرافقيه.
أمضى أياماً فى ضيافتهم لكرمهِ وفضله وعزوته.
جَدّي وهو جالسٌ فى صحن الدار فى حالٍ من الأنس تعبُر صبيةٌ مليحةٌ وقدنَهدت الى طورٍ جديد فى مراحل الانوثةِ الخصيّبة.
ألقت التحية ليُعرّفها مضيفه بأن هذه هى ابنته.
الضيفُ الكبير وهو يُزّمعُ الرحيل يطُلبُ حيث لايُردُ له طلب..يطلب يدالصبيّة الحُلوة ووالدها يُوافق ويرجوه مشورتها.
البنتُ ترفضُ الزواج منه ووالدها فى أمرٍ ضيق.
ثم هو يعود الى ضيفه ويعتذرُ عن تزويجه هذه ولكنه يًوافق على أن يبنى بشقيقتها التوأم.
وافق الكبير ولكنه بحليفةٍ لاترد هذه المرة طلب أن يتزوج ابنه الشاب الذى يُرافقه تلك التى رفضته ليتم الزواج فى نفس اليوم وتعود الشقيقتان معهما.
ذاكَ وقتٌ كانت فرص الإختيار والتنقيح للبنت محدودةٌ جداً.
وكذا معظم الجدات فى زمنٍ ماضٍ تزوجن وهن لم يعرفنّ أزواجهنّ الابعد سنوات من الزواج وبعضهن لم يميزن الوجوه حتى.
معاييرُ الاختيار للمرأة تبدّلت كثيراً بحسب تطور المجتمع سواءً فى الريف أو الحضر وهى تخضع لمقاييس نسبية فى كل مرحلة وفقاً لاعتبارات القبيلة والعنصر والعمر والحظوة الاجتماعية والاقتصادية وأثر البيئة المخصوصة فى ذلك.
تعليم المرأة وحركة الوعى والاستنارة قبل عقدين أو يزيد حدت بكثيرٍ من الفتيات اللائى تُحتم عليهم أصول نشأتهن وأوابدهنّ التاريخية خطاً محدداً وقولاً واحداً ( ود أعمك بيشيل همك ) ومع ذلك مضيّن لتبنى وفق اختيارها الذى تأسس بالعلم والاحتكاك واستشراف المستقبل.
كانت زيجاتٍ ناجحة وساطعةُ الحضور.

ثم..
قبل عشرين عاماً لم يكن أحدٌ من فتية امدرمان يقدر على تحيتها رغم أنها “مُكسرة” أضلع نصفَهم وكادت أن تُصيبَ النصف الباقى بالجُنون.
هى برغم الجمال الفاتن الفات الحدود..كانت موهوبةً وشاطرة ( نَمرقَ النصيحة يااخوانا ) وقد مضت فى التعليم شوطاً مُقدّراً مما جعل أبواب العمل مفتوحةً أمامها على مصراعيها.
تنقلت فى عددٍ من المؤسسات والشركات وفى كل يوم خطيب وطالبُ زواج وهى ترفض لعدم استيفاءِ الشروط التى تتجاوزُ العشرين ولم يكن لي ولأصدقائي شرفُ المُحاولة أو حتى الاقترابُ أو التصوير غيَر أنّا مسحورون فى انبهار.
تدخلُ “ الأسطورة ” عِقدها الثلاثين وما يزالُ الخاطبين والخطباء يتدافعون.
ثم الأيام تمضى والزمن دوار لتدخل بُقدرة قادرالعقد الرابع الذى أظلتنا به داهيةُ ( راجل المره ) وقد تركت الباب مُوارباً ولا أحدَ يُطلُ من الشُرفّات.
هولاء يرجون بنت العشرين والأيام مقبلة.
الحسناء الجميلة وخلقٌ كثير يشهدون مصارعَ الرجالِ عند شروطها تعودُ من مهجرها على مشارفُ الخمسين لتُحدثُنى بطريقتها الساحرة ومخايلُ الجمال بائنةً وهى تكادُ تذوىِ وقد سألتُها عن شروطها العشرين لتقول لي:-

( ..وحاتك عِندى شرطين بس..أنّ يكونَ ذكّراً مُسّلماً)

Makasha146@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى