
لا اعتقد ان الحديث الذى ادلى به المارشال منى اركو مناوي حاكم اقليم دارفور بشان استعداده للحوار مع “الدعم السريع وصمود” قد حمل جديدا يستدعي كل هذه الجلبة، انا شخصيا ضد اي حوار مع هؤلاء الخونة وقد قال عنهم مناوي نفسه بالامس “انهم خرجوا من قلوب السودانيين بالجرائم والانتهاكات والتدمير الممنهج بحق الدولة السودانية والمواطنين ، واضاف ان الدعم السريع غير مؤهل اخلاقيا وتاريخيا للعودة الى الحياة الاجتماعية والسياسية فى السودان” ..
انتهى حديث مناوي ولكنا لن نغفل ان الدولة حاورت الدعم السريع فى مرحلة من مراحل الحرب كما ان قوافل المستشارين العائدين من التمرد مازالت تملأ منصات بورتسودان ، ومن المؤكد ان حوارا قد سبق هذه الوفود قبل ان تعلن التوبة والاوبة.
قبل نحو اسبوعين واثناءوجودي فى بورتسودان زرت رفقة اخي الاصغر الصحفي محمد جمال قندول السيد المارشال مناوي فى منزله وامضينا معه وقتا طويلا كان كافية لتهيئتنا بان لدى مناوي ماهو اخطر مما قال، وان المارشال يشعر بضعف فى التواصل او قل التنسيق مع القيادة العليا اوجدت اسئلة متناسلة ربما افضت الى حالة من القلق وانعدام الثقة والاحساس بان هنالك ما ينسج فى الخفاء، المطلوب من قيادة الدولة الان تكثيف تواصلها مع مناوي لازالة الكثير مما علق بنفسه جراء ما وصفه ببرود العملية العسكرية بعد تحرير الخرطوم ومناطق الجزيرة…
اخطر ما قاله مناوي فى تقديري خلال تصريحاته الاخيرة ليس الحوار مع الدعم السريع وصمود وانما تركيزه على برود العملية العسكرية هذا، وتاكيده: اقول ذلك لانني متطوع مع الجيش فى القتال ومن حقي ان ابدى ملاحظات منها تراجع الدعوة للاستنفار الشعبي وانخفاض الروح المعنوية الداعمة للجيش، وقال مناوي ان هذا حدث بعد تحرير الجزيرة وعدد من المدن الاخرى..و-ان العمليات والحديث لمناوي- لو سارت بنفس تسارعها وزخمها الشعبي كما حدث فى الجزيرة وسنار والخرطوم لكانت القوات العسكرية قد وصلت الى الفاشر الان واكتمل تامين كافة حدود السودان..
اخطر ما قاله مناوي كذلك تحذيره من ان الاجواء التى يعيشها السودان الان، شبيهة بالحالة التى كانت تعيشها البلاد فى الايام التى سبقت اندلاع الحرب ، مناوي حدد وجه الشبه فى “غموض الموقف السياسي والعسكري وكثافة الضغوط الخارجية من دول ومنظمات ذان مصلحة فى تشكيل السودان وفق مصالحها الاستراتيجية.. ركزوا على اشارته ( لغموض الموقف السباسب والعسكري)..
ادركوا مناوي.. الرجل يجيد تفجير القنابل التى يقول عبرها للقيادة السياسية والعسكرية ، انا موجود، اشعروه بحضوره فى المشهد اكثر قبل ان يضطر لتنبيهكم بالمفرقعات.. خلال وجودي مع مناوي لمست ان التنسيق بين اركان الدولة وقيادات المشتركة ليس على ما يرام، المطلوب من المكونات الحاكمة الاقتراب اكثر ، الكثير مما يقوله مناوي مكانه غرف الاجتماعات، لامنصات الاعلام .