مقالات

محمد عبدالقادر يكتب: للمصباح ابوزيد.. ” انت لست نجما هوليوديا”

لا اخفي اعجابي الشخصي ب”الوسامة الوطنية” ل”تجربة البراؤون ” وقائدهم المصباح ابوزيد ، فقد حملوا ارواحهم على اكفهم، وقدموا انفسهم مهرا لعزة بلادنا، وتقدموا الصفوف حين تراجع الكثيرون، ودونوا فى كتاب التاريخ اروع معاني التسامي على الصغائر، وتجاوز الخلافات العارضة من اجل الوطن.. كل هذا ليس محل شك او جدال، غير انه لن يمنعنا من ان نجزل النصح للقائد المصباح ابوزيد الذى اعتقلته السلطات المصرية امس اثناء زيارته للقاهرة …
اقول للمصباح انك تقود مهمة لاتحتمل ” الظهور الكثير”، فقد استدرجك البريق مرارا الى مزالق الفلاشات حتى تاه شعار ” لا لدنيا قد عملنا” عن طرقات التامل فى جزيل ماصنعت.
ادري انك قمين بالاضواء، ف”كم فتى فى مكة يشبه حمزة”، جميعنا يتلهف لرؤيتك وابتسامة النصر التى تشق طريقها بين قسمات وجهك الصبوح، فلقد عهدنا فى نظراتك قراءة “تيرومتر النصر”، و”قيدومة” البشائر الجات” والقادمة، ولكن نعي كذلك ان دورك فى قيادة “فيلق البراؤون” يستدعي منك حراكا محسوبا، وترفعا عن الوجود الكثيف المفضي للخطر..
سبق وان رحلتك السلطات السعودية المصباح العام الماضي ، بعد اعتقالك كذلك بسبب تجمعات وظهور ازعح الرياض التى منحتك التاشيرة مثلما فعلت مصر، وهذا يدل على ان الاعتراض ليس على شخصك او زيارتك او ما تمثله من تيار اسلامي ، وانما على ظهورك وحراكك وما يمكن ان تحيط بك من تجمعات داخل الدول التى منحتك اذن دخول اراضيها ..
عليك ان تعلم الاخ المصباح انك لست “نجما هوليوديا” حتى تجوب اوساط الناس ب”السلفي” ، وتوزع الابتسامات على حاملي الموبايلات، وعشاق الفلاشات، عليك ادراك ان الزخم الذى يصاحبك اينما حللت ورحلت مستمد من بريق المعركة التى خضتها وضربت فيها اروع امثال البطولة والفداء، الامر الذى يرتب عليه التحرك بحساسية تستصحب انك “قائد فيلق مقاتل ومستهدف” ، فى حراكك وسكونك مثل قادة حماس وحزب الله الذىن لم نر لهم جولة وسط المواطنين، ولا زيارة للمكاتب، او حضور فى المناسبات والملمات والمجاملات مثلما تفعل..
يحتاج “المصباح ابوزيد” الى ان يضبط ساعة حراكه على توقيت وخصوصية الدول التى يزورها ، القليل من التدبر فى مثيرات حساسية مصر وتقاطعات علاقاتها الخارجية كان سيقيه التوقيف وربما الترحيل، “خلفية المصباح الاخوانية” التى نزعها كذلك وهو يختار الاصطفاف الى جانب الجيش السوداني دون تصنيف او تمثيل لجهة كانت كافية لتقليل ظهوره المزعج فى شوارع القاهرة والاسكندرية ، وانتشاره فى كل مكان الامر الذى ازعج السلطات ربما وقادها لاتخاذ اجراءات الاعتقال ..
على الاخ المصباح انتخاب مستشارين فى امر حراكه وزياراته الخارجية، فليس من المنطق ان يتم اعتقاله وترحيله من اية دولة يزورها ، الامر يحتاج الى روية وتدابير تحكم سفر المصباح والطريقة التى يمارس بها حياته داخل الدول الى يزورها، المصباح لم يعد يمثل نفسه، وانما بات انموذجا ورمزية لتيار وطني حاضر فى الساحة السودانية بقوة ، ولا يليق به الاعتقال والطرد، والترحيل…بقليل من التروي والهدوء والترتيب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى