منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

محمد عبدالقادر يكتب: الخارجية .. الفوضى و(خم الرماد الدبلوماسي)

وبلا خجل.. اعلنت وزارة الخارجية في اكبر مظاهر فقدانها للبوصلة خلال الايام الماضية إن وكيل وزير الخارجية المكلًف ، السفير نادر يوسف الطيب (الذي يزور نيويورك حالياً التقى بالسيدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، وذلك في إطار الزيارة الحالية التي يقوم بها السيد الوكيل إلى نيويورك لمقابلة قيادة الأمم المتحدة وبعض الدول الأعضاء بمجلس الأمن من أجل تسليمها مصفوفة تتضمن مطلوبات حكومة السودان من البعثة الأممية يونتامس .. ).
اي والله ترك السيد نادر يوسف البعثة الاممبة في الخرطوم بفولكرها ومبانيها وقضها وقضيضها وركب طائرة برفقة دبلوماسي اخر وطار لمدة خمس عشرة ساعة من حر مال الشعب السوداني ليسلم (الخواجات) مطلوبات السودان من (يونتامس) في مسلك جديد وغريب على الاعراف الدبلوماسية المعتمدة والتقاليد المرعية في التواصل بين المنظمة الدولية والدول الاعضاء.
اكثر من عشرين سيناريو وطريقة
كان بامكان وزارة خارجيتنا ان توصل عبرها الرسالة الي الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن دون ان تكلف محمد احمد السوداني نفقات ترحال وسياحة منسوبيها في نيويورك، اذ لا معني لسفر دبلوماسيين لابلاغ رسالة الي جهات يتوافر مبعوثوها بكثرة في الخرطوم..
اكثر من (عسرين سيناريو ) يمكن ان تدور في ذهنك عزيزي القارئ اذا هممت بتوصيل رسالة الي الامم المتحدة ومجلس الامن الا ما فعله نادر يوسف وهو يتحرك في وفد يكلف خزينتنا العامة تذاكر سفر ومصاريف اقامة ونثريات رحلة كان الاولى بها بنود الصرف المتاخرة في ميزانية الوزارة البائسة.
اما كان الاجدى والاسهل والاوفق ان يتم توصيل الرسالة عبر القائم باعمال بعثتنا في نيويورك الدبلوماسي النابه الهميم عمار محمود بدلا من ان يحملها شخصان مثل ( العنقريب) لتوصيلها.. قاطعين بها كل هذه المسافات على طريقة ( الدبلوماسي الزاجل)..
لابد كذلك من الاشارة الي عجز الدولة الكبير وهي تتاخر كل هذا الوقت في تعيين مندوب لها بالامم المتحدة الثغرة التي ولجت وتلج عبرها الاهداف في شباك السودان.. وهذا امر اخر…
دعك من البعثة الدبلوماسية السودانية في نيويورك، لماذا لم تسلم الخارجية السفير البريطاني الذي تراس دولته مجلس الامن الرسالة وفق استدعاء رسمي واجراء متبع يظهر علي الاقل وجود حكومة محترمة قادرة علي ادارة شانها مع الاخرين بلا تزلف او تهافت..
دعك من سيناريو استدعاء السفير البريطاني رئيس مجلس الامن.. اما كان الاوفق تسليم الرسالة لسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن وهم يتوفرون في شوارع الخرطوم اكثر من الباعة الجائلين وابلاغهم في عزة وشمم بمطلوبات السودان في شان التعامل مع ( يوننتامس).
ترى هل يوجد عقل جمعي يقيس الامور علي منوال المهنية هذه الايام بوزارة الخارجية، ارى ان الاوضاع لم تعد مثلما كانت.. اختلت هكثير من المعايير وفقدت دبلوماسيتنا في الاونة الاخيرة الترتيب الذي كان يقيس الامور ب(مسطرة مهنية) فائقة الدقة والتحديد.
زيارة وكيل وزارة الخارجية الي نيويورك واحدة من تجليات الفوضي التي تعيشها وزارة الخارجية ولا تعدو ان تكون (خم رماد دبلوماسي) قبل تشكيل الحكومة الجديدة التي نتمني ان تاتي بوزير في قامة الدبلوماسية السودانية ، اذ لايمكن ان نرى مثل هذا التخبط ان كان علي راس الخارجية سفراء ( يكيلوا العين) من طراز (البلدوزر) عبدالمحمود عبدالحليم والدكتور علي يوسف وكثيرون بامكانهم ان يقودوا دفة العمل الدبلوماسي بما يحافظ علي هيبة وشموخ وقيمة السودان ..
سفر وكيل وزارة الخارجية الي نيويورك حاملا ( مجرد رسالة) للامم المتحدة ومجلس الامن فوضي تستحق الحسم، واشارة سالبة تجعلنا نسال باشفاق ( ماذا يحدث داخل وزارة الخارجية؟!).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى