منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

محمد سيف السقا يكتب _ الاستثمار السياسي للاحداث النيل الازرق نموزجا

صوب عدد من المختصين والخبراء انتقادات لعدد من الاحزاب السياسية التي جاولت الاستثمار السياسي في الاحداث القبلة الدامية بولاية النيل الازرق بين مكونات الهمج وقبيلة الهوسا، وانتقد المحلل السياسي احمد الناظر محاولات مجموعة قحت والحزب الشيوعي بتحويل الصراع لمطالب سياسية وروجت من خلاله اكاذيب واتهامات من اجل افشال اتفاقية جوبا للسلام وقال الناظر ان بيان الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار بمقاضاة الحزب الشيوعي بسبب اتهاماته
مشيرا الي تصريحات الناطق الرسمي للحركة الشعبية الذي ذكر أن الشيوعي ووصفه لاتفاقية جوبا بانها تهدف إلى تمزيق وحدة البلاد، و هذا القول يشير إلى التناقض الصارخ في خطاب الحزب ،معلوم أن الحزب الشيوعي متحالف الان مع كيانات تدعو صراحة الى حق تقرير المصير والإنفصال من البلاد، الأمر الذي يشير إلى أن الحزب الشيوعي فاقد للبوصلة تماما.
وأضاف “ذكر بيان الشيوعي أن الحركة الشعبية استمالت بعض المكونات القبلية وآخرها قبيلة الهوسا التي كان نصيبها إمارة لأهلها ، هذا الحديث عار من الصحة تماما والغرض منه المتاجرة السياسية فقط ، نعتقد انه لا يمكن أن يفوت على فطنة حزب (كبير) مثل الحزب الشيوعي أنه ليس من اختصاص الاحزاب السياسية منح كيانات قبلية؛ على الأقل كان على الحزب الشيوعي تكليف نفسه وقراءة قانون الإدارة الأهلية لمعرفة الجهات المنوط بها التصديق لإنشاء كيانات أهلية
واعتبر الباحث في دراسات السلام محمد الامين رزق الممارسات السياسية السالبة والاستثمار في النزاعات القلبية يساهم بقوة في تعميق الازمة ، وتحويلها من اصل المشكلة لابعاد جديدة ، واشار رزق الي دعوات احزاب قحت للجماهير للخروج في الموكب الذي دعت له قبيلة الهوسا في الخرطوم امس الاول مع الترويج لشعارات سياسية بامكانها ان تساهم في افشال رسالة الموكب الذي يرفض ويدين الاحداث في ولاية النيل الازرق، وقال ان الاحزاب السياسية ظلت تتلاعب للحفاظ علي استمرار الازمة التي تمثل مهدد للامن القومي للبلاد واستثمارها من اجل المزيد من الازمات، وهذا ما يستوجب محاسبة هذه الاحزاب مستقبلا .
ويقول المحلل السياسي الطيب ضوينا ان الاحزاب السياسية بدات منذ الوهلة الاولي في محاولة الاستثمار السياسي علي دماء ضحايا النزاع القبلي في ولاية النيل الازرق وتوظيف المنصات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وتزويدها بالاكاذيب والسيناريوهات المختلفة من زوايا الكسب السياسي الذي يستهدف اجهاض اتفاقية جوبا للسلام ، واضاف ضوينا ان قحت غير مؤهلة اخلاقيا للحديث عن القضايا الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي ، مشيرا الي موقف قحت من مطالب الشرق إبان الفترة الانتقالية ومطالبتها للجيش بالتدخل ضد مكونات الشرق واستخدام القوة العسكرية ضدهم ، ومن هذا المنطلق تصبح قحت محرضة ضد مكونات سكانية ترفع مطالب عادلة ، وكذلك الحزب الشيوعي الذي كان محرضا لقتل وتشريد الانصار في الجزيرة ابا في سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري
ويري ضوينا ان ازمة النيل الازرق يجب ان يتوافق الجميع علي ضرورة النأي بها عن ساحة الاحتراب السياسي والتوافق علي الحلول المجتمعية التي تقوم علي اشاعة روح التسامح والمحبة ودحض خطاب الكراهية والعنصرية، مشيرا الي اهمية دعم البرامج الوطنية الهادفة لتحقيق السلام المجتمعي والتعايش السلمي بين المجتمعات المحلية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى