منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

محمد البشير حنبكة يكتب _ حكومة التطبيع القادمة ..!!

اللافت أكثر في زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للخرطوم قبل يومين والتي أجرى من خلالها مباحثات مع مجلس السيادة اللافت هو تصريحه بأن التوقيع النهائي على التطبيع سيتم في واشنطون بعد تشكيل الحكومة المقبلة، فقد حدد هذا التصريح المكان والمحتوى، وهناك من حدد الزمان وقال إن ذلك يتم في غضون شهرين ؛ وهذا يعطي إشارة قوية بأن الحكومة القادمة هي حكومة التطبيع، وإن برهان هو من يشكلها ، وهو من يضع لها البرنامج العام..!!
فإن كان ذلك غير ذلك – فمن الذي يحدد للحكومة القادمة منفستو عملها ؟ من الذي يضع لها الإطار العام لمهمتها لطالما إنها حكومة مستقلة كما يقولون؟ من الذي يفرض على رئيس الوزراء القادم الذهاب إلى واشنطون للتوقيع على وثيقة لم يشرف على وضعها ؛ ولم يطلع على أجندتها؛ ولم يتفحصها ولم يدرسها ولم يكون لهل لجانا لوضع نسقها العام؛ كيف لرئيس وزراء أن ينخرط في عملية لم يعش طقسها العام ؟!!
من الذي يفرض على الكتل المنقسمة الآن بين (قاعة الصداقة) و(القاهرة) أن تأتي برئيس وزراء داعم لفكرة التطبيع ؟ من الذي يفرض على هذه الكتل حكومة محددة بأشخاص محددين ؛ من الذي يعين المجموعة الوظيفية القادمة ويجعلها أداة لإنفاذ ما يطلبه منها البرهان ؟ وإن كان البرهان هو من يفعل كل ذلك فما الذي جعله يتلكأ كل هذا الوقت ؟ أليس من الأفضل أن يكون حكومته ويمضي فيما يشاء لطالما إنه ومهما طال الزمن أو قصر، فلن يتغير الحال فسيبقى الشارع خارج المعادلة وستبقى القوة السياسية خارج دائرة الفعل ..!!
كل المؤشرات والدلائل تشير إلى عودة عبد الله حمدوك أو نصرالدين عبدالباري لقيادة حكومة التطبيع القادمة، وكل ذلك بعيداً عما يجري في القاهرة أو قاعة الصداقة، فهذه المنابر مقصود منها تشتيت القوة المدنية لاحكام سيطرة العسكر وحلفهم الإقليمي والدولي ، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى