محمد البشير حنبكة يكتب _ ازمة الشرق
تأكدت المخاوف والخشية التي ابداها البعض إبان اللقاءات والزيارات الماراثونية للسفير الأمريكي بالخرطوم وخاصة تلك الزيارة التي اثارت جدلا واسعا حينما زار كسلا اواخر اكتوبر الماضي وحينها تساءلنا كما الاخرين حول حقيقة نواياه من الزيارة، وحذرنا من انفجار الاوضاع او صب المزيد من الزيت في نيران الشرق المشتعلة! وهاهي الايام تؤكد خشيتنا وتخوفنا من تلك الزيارة المشؤومة، واعتقادنا ان امريكا تعمل علي ترحيل المصائب والازمات اينما حلت! ولم يكن ذلك هوسا بنظرية المؤامرة كما يعتقد البعض ولكنه قراءة تاريخية وموضوعية، للتدخلات الأمريكية في اي موضوع تحشر فيه انفها! بحيث يزيد تعقيدا بدل ان تتم معالجته! وقلنا حينها : (ولئن اثارت لقاءات السفير الأمريكي المختلفة؛ العديد من التساؤلات والاستغراب والدهشة؛ الا ان زيارته لكسلا من الإقليم الشرقي؛ قد اثارت المزيد من علامات الاستفهام! وربما شفقة وخشية الكثيرين؛ الذين يعرفون خلفية السفير؛ والأهم من ذلك! آثار ومضاعفات التدخلات الأمريكية في اي شأن او موقف! لكل ذلك تساءل البعض بكل وضوح؛ هل تترك هذه الزيارة بعض مضاعفاتها الامريكية كالعادة علي اقليم الشرق؟ هل تعيد تفجير ازمة الشرق وتخلق جبهة قتال جديدة؟)
هل تتحقق التوقعات؟بتفجير مسار الشرق وانفتاح جبهة جديدة بين يدي قرب التوافق السوداني السوداني والوصول الوشيك للتسوية القادمة، !لانه لايختلف اثنان حول التصريحات المتطرفة من قبل بعض قيادات الشرق بالانفصال، وانها موجهة بالاساس ضد اتفاق السلام والاستقرار الذي حدث من خلال اتفاق جوبا!
من وجهة نظري ان هناك جهات تعمل علي إشعال البلاد من الأطراف لابقائها ضعيفة، لتتمكن من السيطرة عليها وضخ مواردها وثرواتها، وتوظيفها لمصلحتها بعيدا عن مصلحة المواطنين!
اعترف الجميع بان للشرق قضية عادلة نتيجة تراكم لمظالم تاريخية ممتدة كما تم الاتفاق علي حلها سياسيا عبر التفاوض الذي يعتبر احد الموجهات التي اقرها اتفاق جوبا وتم في ذلك العديد من الاعمال التي قطعت شوطا بعيدا في سبيل المعالجة والحل!
ويتساءل الجميع الآن مالذي جد في قضية الشرق حتي تتفجر بهذه الطريقة منذ عودة “ايلا” وتلويحه بالانفصال وزيارة السفير الأمريكي للمنطقة! وما الذي ترتب له امريكا بمعاونة الفلول الذين فيما يبدو من الواضح انهم اتخذوا من قضايا الشرق ومطالبه المشروعة مطايا للوصول الي غاياتهم واجنداتهم الخاصة في حكم البلاد! ولذلك نعيد ذات التساؤل الذي طرحناه آنفا في تعليقنا إبان زيارة سفير أمريكا! هل تمثل تلك الزيارة نقطة البداية لانفجار الأوضاع بمنطقة الشرق؟!