يشهد السودان حاليا حراك سياسي واسع لانهاء الازمة السياسية المستمرة منذ اكثر من عام بعد توقيع الاتفاق الاطارى الذي كسر الجمود وحالة الشد والجذب السياسي التي زادت من معاناة المواطنين الاقتصادية التي دخلت مرحلة حرجة باتت أقرب للانهيار الاقتصادي.
يعلق السودانيون امالاً عريضة على تحويل الاتفاق الاطاري إلى اتفاق شامل ينهي الازمات التي باتت تهدد وحدة البلاد واستقرارها بسبب النزاعات السياسية المزمنة التي حالت دون حدوث توافق سياسي منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع عمرالبشير في عام٢٠١٩م.
الاتفاق الاطارى الذي وقع بين المكون العسكري والمجلس المركزي للحرية والتغيير نهاية العام الماضي لازال يمثل المخرج الوحيد لبناء سلطة مدنية تقود الي تحول ديمقراطية حقيقي يمكن السودان من الإستفادة من موارده الاقتصادية المهدرة نتيجة الفساد وسوء الإدارة، حيث وضع الاتفاق خارطة طريق لبناء مؤسسات دستورية للفترة الانتقالية من خلال حوار شامل يحدد مستقبل الحكم.
ويقود بعد عامين إلى تنظيم انتخابات حرة تنهي الاضطرابات المزمنة وعدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الناتج عن هشاشة الحُكم التعددي الذي دفع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك التي تشكلت ابان الثورة بسبب انسداد الافق السياسي وتوتر العلاقات بين قيادات الاحزاب والمؤسسة العسكرية التي ساندت الثورة.
يقول الدكتور فيليبي باثي دوارتي الاستاذ المساعد في المعهد العالي للعلوم الشرطة والامن الداخلي بالجامعة المستقلة في العاصمة البرتقالية لشبونة يجب على إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والاتحاد الاوربي التعاون مع القادة العسكريين في السودان وخصوصا نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو صانع الاتفاق الاطارى والداعم لتنفيذه فهو رجل وفاقي سعى لتوسيع قاعدة المشاركة وسط القوى السياسية الفاعلة كما أنه ندد بالانقلاب الذي فشل في تحقيق التغيير فيما يمثل الفريق حميدتي واجهة لعمليات مكافحة الإرهاب وملاحقة شبكات الجريمة العابرة والاتجار بالبشر.
ويضيف الدكتور دوارتي
مصالح الأمن القومي الأمريكي وتوسيع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة مرتبط بالتنسيق مع الفريق حميدتي الذي يمكن ان يكون حليف دائم للغرب في السودان.
ويواصل دكتور دوارتي على دول الغرب إعادة تقييم ادورها في السودان مع الجهات الفاعلة الموقعة على الاتفاق الاطاري ودعمها لتعزيز السياسات الموالية للغرب من اجل محاصرة النفوذ الروسي والصيني الذي يشكل السودان بوابته الرئسية للعمق الافريقي.
ويرى دكتور فيليبي ان كسب الولايات المتحدة لثقة الفريق حميدتي يضمن لها وجود اكبر في السودان يمكنها من مراقبة تحركات الحركات الارهابية في أفريقيا التي تناصب الولايات المتحدة الأمريكية العداء .
