مالك عقار يجيب علي التساؤلات الصعبة في حوار مثير – اليك التفاصيل
حاوره/ وعد الحق امين / خاص صحيفة الوعد
**لا نعلم أمداً لانتهاء الحرب ولكنها ستنتهي بانتصار كبير عاجلاً أم آجلاً
**إن حدث انهيار للسودان سيكون كارثياً على إفريقيا كلها
**هنالك أطراف خارجية ومجموعات مرتزقة تقاتل مع الدعم السريع
**المليشيات أنكرت من تلقاء نفسها صلتها باستهداف البرهان رغم أن أحداً لم يسألهم عن صلتهم بالأمر؟!
**أرفض تعدد المنابر والسلام يجب أن يكون سودانياً خالصاً والاملاءات الخارجية تخلق هدنة تنفجر إلى معركة
**هؤلاء مرتزقة لا سيطرة عليهم وهم بدون قضية سياسية وهدفهم نهب أموال المواطنين
**الأمارات تقود ضد السودان و(دقلو) مجرد أداة في هذه الحرب ولا يستطيع أن يغير شيئاً
**الأمارات لديها مصالح اقتصادية في السودان تريد أن تحققها عبر قيادات الدعم السريع
**أثيوبيا جارة وستظل جارة وعدم استقرار السودان سيعصف باستقرارها ونسعى لمعرفة أوضاع اللاجئين
** السودان فيه درجة عالية من الفساد ولا بد أن يُعالج إن أردنا تأسيس الدولة وتطوير الاقتصاد
**العلاقات السودانية الروسية علاقات ضاربة الجذور وهنالك مساعٍ لتفعيلها على أرض الواقع
**نحن دولة مستقلة ذات سيادة وستتطور علاقاتنا مع كل الدول
**دعوة الأمريكان لجلسات التفاوض في جنيف لاتعنينا في شيء لأنها موجهة لقائد الجيش وليس لرئيس مجلس السيادة وهذا تقصير واضح
ترسخت قناعاته بأن دولة الأمارات هي من تقود الحرب في السودان وأن قائد المليشيا المتمردة (حميدتي) هو مجرد أداة تحركها بأموالها وذيولها في هذه الرقعة التي يبدو أن وراءها مصالح عميقة وكبيرة جداً، وثمة آراء ومواقف واضحة وجريئة في كثير من الملفات الأمنية والاقتصادية والعلاقات الدولية والمصالح والنفوذ الذي تضمره دول كثيرة ترقب بعين ثاقبة وحادة البصر مجريات الأمور في السودان.. وبحكم موقعه كنائبٍ لرئيس مجلس السيادة السوداني وشاغل منصب الرجل الثاني في هرم الحكم بالسودان ويعلم جيداً حساسية ومتطلبات المرحلة، وأن أهم أولوياتها إيقاف آلة الحرب وتحقيق الاستقرار والعمل على بناء دولة السلام والعدالة الاجتماعية، سعينا إليه في مقر إقامته ببورتسودان بكثير من الملفات والقضايا التي لا تخلو من حساسية في ظرف دقيق تمر به البلاد، فكان صدره رحباً وحديثه وافياً في كل ما طرحناه عليه؛ فإلى مضابط الحوار
*ما هو رأي الحكومة في تحديد سقف زمني لإنهاء الحرب التي امتدت لأكثر من عام ونصف؟*
ليس هنالك سقف زمني محدد لإنهاء الحرب، ولكن في بعض الأحيان إذا كانت هنالك نية مسبقة للدخول في حرب قد يحدد لها تاريخ بداية الهجوم وكيفية إدارة المعركة فيصبح هنا الوضع مختلفاً.. وأحياناً تكون في وضع خارج عن السيطرة وهذا وضع مختلف بالطبع ولا تستطيع التكهن بنهايتها.. ولكن نقول إن هذه الحرب ستنتهي بانتصار كبير عاجلاً أو آجلاً، وبالطبع هي حرب مفروضة علينا ولم نكن نحن المعتدين في البداية ولكن العبرة بالنهايات والنصر حليفنا لا محالة
*حذرتم سابقاً من مخاطر انهيار السودان، ما هي أسس الحفاظ على الدولة السودانية في رؤيتكم؟*
الحفاظ على الدولة السودانية يرتبط تماماً بحفظ الأمن والسلام في البلاد وهذا يتأتى بالحفاظ على وحدة السودان وأراضيه ومواطنه ، ونحن الآن نخوض حرباً عمياء وراءها مطامع في السودان بحكم موقعه الجغرافي المهم وسط القارة والعالم وهو دولة محور بالنسبة للقرن الإفريقى ويمكن تسميته بالمنطقة الوسطى.. ويعتبر استقرار السودان من استقرار المنطقة كلها ولا قدر الله إن حدث انهيار للسودان سيكون مزعجاً جداً ومؤثراً وكارثياً على إفريقيا كلها وبالطبع دول مثل أثيوبيا مثلاً كنسبة كثافة سكانية عالية وكذلك إريتريا وشاد ومصر، هذا غير التأثيرات الإثنية والعرقية والعقائدية ولذلك تنشط تحركات القراصنة وتجار البشر والممنوعات والتهريب تحديداً في مناطق ساحل البحر الأحمر ، ودائماً في مثل هذا الوضع يكون البقاء للأذكى وليس للأقوى لذلك كل دول الجوار قلقة جداً على ما ستؤول إليه هذه الحرب، فيجب أن نتحاشى الفوضى والانهيار ونعمل على تعزيز الأمن والاستقرار والتطور وهذه رؤى مشروعة لمكونات الشعب السوداني
*الدعم السريع أنكر صلته بحادث استهداف البرهان إلى من تشير أصابع الاتهام وهل هنالك قصور من ناحية التأمين والمعلومات وماذا أسفرت التحقيقات الأولية والمتورطين في الحادث؟*
هنالك حرب دائرة بين الدعم السريع والشعب السوداني ممثلاً في القوات المسلحة، وهنالك أطراف خارجية ومجموعات مرتزقة تقاتل مع الدعم السريع مستأجرة وليس هنالك طرف ثالث لديه مصلحة في قتل رئيس مجلس السيادة.. المليشيات أنكرت صلتها باستهداف الرئيس!! والسؤال الذي يطرح نفسه من الذي قال لهم أن لديكم صلة بالحادث حتى يعلنوا عدم صلتهم به؟! وهو دليل واضح. نعم هنالك تأمين للرئيس ولا يوجد تأمين بشكل كامل ١٠٠٪ وليست هنالك سلامة أثناء الحرب.. لا يوجد قصور من أي جهة عسكرية في التأمين والتحقيقات لا زالت مستمرة ولكن أصابع الاتهام تشير للدعم السريع
*ما هي الرؤية الرسمية في سير محادثات المنابر المختلفة ومنبر جنيف على وجه التحديد؟*
أولاً الخطأ هو أن يكون هنالك منابر مختلفة، مشكلة السودان هي مشكلة السودان، والسودان غير متجزء، وإذا كانت هنالك منابر مختلفة يعني ذلك أن هنالك شيء مريب في المسألة، منبر الايقاد والمنبر الأفريقي ودول الجوار وجدة وأخيراً جنيف وأي منبر ضد المنبر الآخر وكل منبر من هذه المنابر لديه رؤية غير واضحة لكيفية معالجة القضية السودانية، وهنالك منابر مجرد مسميات فقط وأخرى تنتهي بانتهاء المؤتمر كمنبر دول الجوار لبحث السلام بالسودان، وإذا أردنا السلام لا بد أن يكون السلام سودانياً سودانياً دون أيدٍ خارجية حتى يتم الوصول لمعالجة جذور المشكلة السودانية ، أنا أرفض المنابر المتعددة ويمكن أن يكون هنالك منبر واحد لمعالجة مشكلة السودانين، وأي حال من ناطق خارج السودان أو أي إملاءات من أي دولة أخرى أو من أي إقليم سيخلق هدنة ثم تنفجر إلى معركة أخرى لا ندري إلى أين يكون مداها
*مليشيا الدعم السريع لا ترتدع عن التورط في الانتهاكات الإنسانية ولا تصغي للنداءات الدولية هل هذه القوات باتت خارج السيطرة؟*
نحن لا نتحدث عن قوات خارج السيطرة، وإنما نتحدث عن مجموعة من المقاتلين كانوا في الدعم السريع كقوات صديقة للجيش السوداني، وأي دولة من حقها شرعاً تكوين قوات صديقة تدافع معها ضد أي حرب عصابات، ولكن في السودان نحو(٧٧) من القبائل العربية وغيرها، وفي العام ٢٠٠٣م تم تجنيد الزرقة ضد العرب الخ… وكل هذه أخطاء من السلطة كان يمكن تفاديها وتكون الحال أفضل إن تم التعامل معها بشكل جيد.. القوة الصلبة للدعم السريع أزيلت وما تبقى منها اليوم هم مجموعة مرتزقة من عدة دول، وهؤلاء المرتزقة لا سيطرة عليهم فهم بدون قضية سياسية وهمهم وهدفهم نهب أموال المواطنين وليس لديهم مشكلة مع الدولة
*تشير أصابع الاتهام إلى تورط الأمارات في دعم المليشيات كيف ترى الأمر؟*
نحن لا نتحدث عن تورط دولة الأمارات وإنما نتحدث عن قيادتها الحرب فهي التي تقود المليشيات ومحمد حمدان دقلو هو مجرد أداة في هذه الحرب ولا يستطيع أن يغير شيئاً؛ فالمحرك الأساسي واللاعب الأساسي والقائد الأساسي لهذه القوات هي دولة الأمارات وهي الممول الأساسي للمليشيات، الأمارات لديها مصالح اقتصادية في السودان تريد أن تحققها ولكن عبر قيادات الدعم السريع، هم لا يريدون عملاً مقنناً بين دولتين ولا يريدون التعامل مع مصالح السودان كما كانوا سابقاً مع الدعم السريع عبر القنوات الرسمية مع الدولة وإنما يريدون أن تكون الحكومة في أيديهم يحركونها يميناً ويساراً، فهم اللاعب الأساسي في الحرب ومعهم دول أوروبية ويدعون جلب الديمقراطية ويعكسون صورة أن الحرب الدائرة هي حرب ضد دولة (٥٦) وكلها شعارات مرفوعة ولكل إقليم شعار معين لمن هم في الهامش والمتخوفين من النظام الإسلامي والمتحدثين عن التحول الديمقراطى يرفعون لهم شعارات تثبيت الديمقراطية في السودان وهي كلها شعارات
*زيارة أبي أحمد للسودان ما هو عنوانها العريض وما هو منتوجها؟*
أثيوبيا جارة وستظل جارة سواءً هنالك حرب في السودان أو كانت العلاقة بينهما سوية أو غير سوية فهي جارة عظيمة والعلاقات مستمرة قبل أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد ، أبي أحمد لديه مصلحة في استقرار السودان وعدم استقراره يعني عدم استقرار أثيوبيا وقد بحث مع نظيرة البرهان كيفية الوصول إلى إنهاء الحرب ودار نقاش بينهما وحديث يصب في تقوية العلاقة بين الدولتين
*كيف ترون الآن مصير اللاجئين السودانيين في أحراش وغابات أثيوبيا وماذا تم في شأنهم حتى الآن؟*
المعروف أنك إذا وصلت لأي دولة كلاجئ فإن الأمم المتحدة مسؤولة منك مسؤولية كاملة والدولة المعنية يفترض أن توفر معسكرات إيواء، وبخصوص الخدمات التي تقدمها الأمم المتحدة فلم نتابع الوضع في أثيوبيا ولكننا نسمع عن القضية ومن سمع ليس كمن رأى وسنسجل لهم زيارة لمعرفة أوضاعهم
*مستقبلاً كيف ترى البلاد من حيث التعايش السلمي والانصهار القبلي والإثني في ظل انتشار واسع السلاح؟*
قبل الحرب في السودان كان السلاح منتشراً حيث أشارت التقارير إلى وجود أكثر من (٣٦) مليون قطعة سلاح وهذا يدل على أن معظم السودانين في يدهم سلاح وبعد الحرب يمكن زيادة مليون آخر إلى هذا الرقم في ظل تسليح أهلي في السودان، ولكن التحدي في هذا التسليح يكمن في كيفية إدارة الوضع بعد السلام، والمشكلة هي ما بعد الحرب فنحن نسير لتأسيس دولة ومرحلة انتقالية تتطلب نشر الطمأنينة بين الناس ونزع السلاح وجعله تحت يد القوات المسلحة أو القوات النظامية الأخرى، والآن السلاح موجود في يد الناس للدفاع عن أنفسهم وهي مرحلة معينة
*الحرب أثرت بشكل مباشر في اقتصاد الدولة هل هنالك مؤشرات لميزانية الحرب وما بعد الحرب؟*
الحرب إن كانت قصيرة المدى أو طويلة المدى بالطبع تؤثر على الاقتصاد السوداني، ورغم وجود البترول كان الاقتصاد متأثراً ومنهاراً، وقبل هذه الحرب لم تستثمر الموارد السودانية بالطريقة المثلى وللأسف السودان فيه درجة عالية من الفساد ولا بد أن يُعالج إذا أردنا تأسيس السودان وتطوير الاقتصاد ليكون الماعون واسعاً، وبحث كيفية توزيع الأقاليم السودانية بصورة عادلة والأمر يحتاج لخطة متكاملة لكيفية تأسيس دولة سودانية ما بعد الحرب ونريد أن نُزيل الغبن حتى لا يشعر أحد بأن الموارد تتركز في منطقة معينة ولا يستفيد منها وهذا سبب الحرب في السودان من قبل ٥٦ ونحن نريد مشروع عدالة انتقالية في فترة ما بعد الحرب
*الساحل السوداني على البحر الأحمر هل يستغل ككروت ضغط أو استثمارات ذكية لإنعاش الاقتصاد وتقوية القوات المسلحة وهل هنالك دول بعينها تعمل في هذا المجال مع الحكومة؟*
ساحل البحر الأحمر معطاء والسودان يفترض أن يستفيد من هذه النعمة في مجالات الاستثمار المتعلقة بذلك بما فيها القواعد والموانئ لتقوية الاقتصاد السوداني ويفترض أن لا تستعمل ككروت ضغط فنحن من تلقاء أنفسنا سمحنا لك بإقامة استثمارات تتحقق من خلالها المصلحة فإن انتهت المصلحة سيذهب صاحب المصلحة ويظل الساحل موجوداً وما هو غير ذلك يعتبر لغه ابتزاز وتفاهة
*كثير من الأقلام والأصوات تنادي بإنهاء وجود السفير الأماراتي بالسودان ما هي رؤية الحكومة في هذا الملف؟*
الأعراف الدبلوماسية متعارف عليها وتجري وفق حسابات معينة والدولة السودانية متى ما رأت ضرورة سحب سفيرها في الأمارات ستقوم بسحبه وكذلك متى ما رأوا سحب سفيرهم فهذا قراراهم
*جغرافياً كيف ترون حدود السودان مع الدول المجاورة خاصة وأن هنالك منافذ لبعض الدول تفتح كل مجالاتها لإيصال الدعم لمليشيا الدعم السريع عبد الحدود؟*
دائماً ما تصعب السيطرة على الحدود بالكامل في كل أنواع الحروب، والسودان دولة محاطة بدول جوار عدة، وهنالك اتفاقيات ترسيم للحدود مع بعض تلك الدول واتفاقيات أمنية لحراسة الحدود، ما يهم الآن هو كيفية المحافظة على كيان الدولة وهذه حرب داخلية بدعم خارجى للعدو المرتزق.. كما تنشط الأفعال والأعمال غير الشرعية عبر الحدود من تهريب بشر وصادرات قومية والشغل الشاغل هو المحافظة على مقدرات ومكونات البلد في المقام الأول، وحتى دول الجوار تتأثر بالحروب المجاورة برغم الإمكانيات الكبيرة كمصر مثلاً وبالطبع هنالك نشطاء ومستثمرين في الحروب
*هنالك تفاهمات وزيارات بين الدول الصديقة ما هو موقفها في إدانة جرائم الدعم السريع ومساندة السودان ودعمه لوجستياً وسياسياً؟*
هنالك دائماً علاقات مع الدول مبنية على الشراكات الذكية والاتفاقيات الدولية والمصالح المشتركة، وهنالك أسس وقوانين لتلك الاتفاقيات في ضوئها تبنى العلاقات بين الدول، وهنالك علاقات صادقة ونعتبرها علاقات نموذجية مستمرة لكن بعض الدول غير ثابتة فى علاقاتها معنا أو مع الدول الأخرى وهذا ما تقتضيه الظروف، ونحن فى هذه الحرب غير العوامل الدبلوماسية كنا ننتظر مواقف سياسية بقرارات تاريخية من بعض الدول في موقفها في إدانة انتهاكات الدعم السريع، فمنهم من فضل الصمت وآخرين يدعمون سراً وعلانية المليشيات، ومنهم من كانت له مواقف مشرفة وتاريخية مع السودان، وكل ذلك محفوظ في سفر التاريخ
*هل هنالك مؤشرات جديدة في العلاقة السودانية الروسية خاصة وأن الأمر في أعلى مستويات الدولتين وقد كنتم مسؤولين عن متابعة هذا الملف؟*
العلاقات السودانية الروسية علاقات أزلية ضاربة الجذور منذ بداية استقلال السودان وهي علاقات استراتيجية وسياسية ودبلوماسية عظيمة.. وكما ذكرنا سابقاً كل العلاقات أحياناً تشوبها لحظات فتور وتنشط وتنهض مجدداً أقوى من ذي قبل وهذا ما حدث بالضبط مع روسيا.. ومؤخراً كانت الزيارات المتبادلة بين البلدين على أعلى المستويات وهذا دليل على مسارعة تفعيل هذه العلاقات على أرض الواقع، وهذه طبيعة الأشياء في أضابير السياسة.. نحن دولة مستقلة ذات سيادة وستتطور علاقاتنا مع كل الدول ويمكن أن تتحسن علاقاتنا أيضاً مع أمريكا ومع كل دول العالم فليست هنالك مشكلة
*لماذا أعلنتم السيد النائب بأن لا حوار في جدة وكنتم حضوراً في مؤتمر القاهرة والآن هنالك محاور في جنيف بشكل رسمي؟*
نحن لم نرفض مطلقاً منبر جدة وكان وفد السودان حاضراً فى كل جولات المفاوضات ويمكن أن يكون أرضية صلبة لمحاور جادة، وقد تم الاتفاق على جزء كبير من البنود الموقع عليها بين الطرفين ولكن كعادة الدعم السريع لم يلتزم بتنفيذ البنود وهو شرط أساسي لخروج الدعم السريع من المدن والمنازل، وكنا نتوقع أن يكون منبر القاهرة امتداداً لمنبر جدة أو مواصلة له، فكانت الأجندة مختلفة وحتى المشاركين في منبر القاهرة لم تصدر منهم أي إشارات لمنبر جدة ، الآن وصلت دعوة من الأمريكان لجلسات تفاوض في جنيف وهذا الأمر أيضاً لايعنينا في شيء لأن الدعوة موجهة لقائد الجيش وليس لرئيس مجلس السيادة وهذا تقصير واضح ودعوة لا تمثل إرادة الشعب؛ فيحب الاعتراف بالدولة وسيادتها وحكومتها ورأينا واضح في هذا الأمر
*الآن الخريف على الأبواب وهنالك حرب لم تضع أوزارها في مناطق الزراعة هل هنالك خطة تأمين لتلك المناطق حتى ينجح الموسم الزراعى خاصة وأن المليشيات متواجدة بها وهنالك استهداف واضح للأراضي الزراعية؟*
هنالك محاولات من المليشيات لإحداث فجوة غذائية ممنهجة من خلال تواجد واستهداف المناطق الزراعية الغرض منه والهدف واضح، وهنالك دائماً في ميدان القتال إحداثيات كثيرة من كثافة النيران فضلاً عن تواجد المليشيا في المواقع المكتظة بالسكان والمدنيين وهذه واحدة من الأساليب الجبانة أن يكون غطاء الحرب استخدام المدنيين دروعاً بشرية
*هنالك تداعيات ونداءات وربما أيضاً تصريحات باتجاه لتشكيل حكومة حرب أو غيرها إلى ماذا وصل الأمر في هذا الملف؟*
الحكومة ستشكل قريباً ولا يمكن تسميتها بحكومة حرب، ولا بد من وجود قيادة مدنية لإدارة الوضع السياسي في البلاد
*هنالك تصفيات لبعض العسكريين والمدنيين المأسورين في الدعم السريع ألم تكن هنالك أي مفاوضات لفك الأسرى حتى وإن تم ذلك من جهات ومنظمات دولية مثل الصليب الأحمر أو غيرها خاصة وأن المليشيات أصبحت تصرح بقتل الأسرى والتوثيق لذلك وبثه عبر كثير من المنابر والميديا؟*
إن كان هنالك تفاوض فيمكن أن يكون هناك نقاش في هذا الموضوع، وهنالك قوانين واتفاقيات دولية لأسرى الحرب المفروض أن يلتزم الجميع بها وستتم المحاسبة مهما كانت الأحداث
*يرى البعض ان هنالك تقصير إعلامي وعدم رؤية واضحة في الخطاب الإعلامي الرسمى للحكومة، والحروب الآن تتنافس على أن تكون اعلامية أكثر من أنها قتالية؟*
اتفق معك في أنها حرب إعلامية أكثر من أنها قتالية وهنالك منابر أخرى للإعلام المضلل من الدعم السريع وهي منابر نشطة ومدفوعة، أما الإعلام الرسمي فيمثل الرأي الواضح ويجب فلترة الحقيقة من الإعلامي الرسمي ويجب أن يكون الإعلام قوياً وفاعلاً وليس إعلاماً خجولاً كثير الكلام دون فعالية كالسياسيين (كلام كتير بدون تنفيذ) والسودان مليء والإعلاميين الأوفياء
*هناك الآن أعداد كبيرة من الجيش السودانى في عاصفة الحزم هل مازالت الاتفاقيات تنص على أن تبقى هناك أم أن الجيش الموجود هنا كافٍ لتنفيذ المهمة والقضاء على المليشيا؟*
ليس لدي فكرة عن عدد الموجودين بالضبط وكان أغلبهم من الدعم السريع ولا أملك معلومة أخرى لأن الإجراء كان خاطئاُ منذ البداية
*لفترة طويلة كانت بعض الأحزاب والحركات المسلحة بعيدة عن المشهد الراهن والآن أيضاً هنالك بعض الغموض يكتنف الصورة من بعض الأحزاب ومن بعض الحركات، كيف ترون هذا الأمر وماهو موقفكم الرسمى؟*
هذا أمر طبيعي جداً والاختلاف في الرؤى شيء طبيعى أما الموقف فيجب أن يعلم الجميع بأن مكمن الخلل في أنها حرب ضد السودان والمواطن السوداني
*هل هنالك طرق لإنهاء الحرب؟*
نعم الخيار الأول هو الخيار العسكري وخيار التفاوض إن وجد وكل الخيارات التي تحفظ سيادة الدولة في المقام الأول تبقى متاحة