ليس مجرد معركة بين الجيش والميليشيا الارهابية …!!

● إنجازات عسكرية وأطماع سياسية في خضم التنافس الدولي يشهدها السودان كواحدة من أعقد الأزمات في تاريخه الحديث، حيث تتصارع إرادات محلية وإقليمية ودولية على أرضه ، وسط حرب طاحنة بين الجيش السوداني العظيم وميليشيات قوات الدعم السريع الارهابية ،، وفي قلب هذه العاصفة تبرز القوات المسلحة السودانية كفاعل رئيسي يحاول الحفاظ على تماسك الدولة، بينما تُحاول الميليشيات تحويل نفوذها العسكري بعد هزيمة الميدان الساحقة إلى سلطة سياسية، في وقت تُعيد فيه القوى الإقليمية والدولية تشكيل تحالفاتها لخدمة مصالحها .. !!
● يُعد الجيش السوداني أحد أقدم الجيوش في إفريقيا والعالم فمنذ تأسيسه لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على السيادة الوطنية والتصدي للتمردات المسلحة التي هددت وحدة البلاد وكان تاريخياً حارساً للحدود في مواجهة التهديدات الخارجية، مثل النزاعات مع جنوب السودان قبل انفصاله ورغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي مر بها السودان، ظل الجيش القوة الأكثر تنظيمًا وقدرة على إدارة الصراعات وحماية الأمن القومي .. !!
● ومنذ إنقلاب الدعم الصريع العسكري في أبريل 2023 أثبت الجيش السوداني قدرته على الصمود والقتال في ظل ظروف معقدة للغاية ، ومع ذلك حقق العديد من الانجازات لعل من ابرزها للمثال لا للحصر تحرير مناطق استراتيجية في العاصمة الخرطوم ومدن بحالها بحجم دولة كما فرض سيطرته على منشآت حيوية كانت تحت قبضة الميليشيا، وأضعف البنية العسكرية واللوجستية للدعم السريع، من خلال استهداف مخازن الأسلحة وخطوط الإمداد التي كانت تأتي عبر الحدود مع دول مجاورة ..!!
● ومع هذة الأنجازات جاء تحجيم الدور الخارجي الداعم للميليشيا المنهارة عبر الضغط الدبلوماسي وحشد الدعم الإقليمي والدولي لصالح الشرعية. وكسب تأييد القوى الوطنية الفاعلة التي أدركت خطر الميليشيا وأطماعها في حكم السودان خارج إطار الدولة .. !!
● في وقت تسعى فيه قوات الدعم السريع لشرعنة وجودها عبر المشاركة في الحكم عبر مشاريع مثل الميثاق السياسي في نيروبي ، الذي يُحاول إضفاء الشرعية على دورها والتحالفات القبلية والدولية للضغط على الجيش لقبولها كشريك في السلطة بعد فشل خطتها السابقة باستخدام العنف كأداة للتفاوض، عبر السيطرة على المدن الرئيسية وتهجير المدنيين قبيل ان ينتفض الجيش ويحرر ثلاث ولايات باكملها الا قليلا ،، خسرت الامارات الرهان لتهرب من ميدان القتال العسكري الي الميدان السياسي !!
● حيث تمتلك الإمارات تاريخًا أسود في دعم الجماعات غير النظامية في عدة مناطق، ما يعزز الاعتقاد بأن دعمها للدعم السريع جزء من استراتيجيتها الإقليمية لتحقيق مكاسب اقتصادية فتقارير عديدة تشير إلى أن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع عبر توفير الأسلحة والتمويل وبات الأمر مكشوفآ امام اعين الجميع فهي تمتلك استثمارات ضخمة في مناجم الذهب السودانية التي تسيطر عليها الميليشيا وتسعى أبوظبي إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي، وتفضل التعامل مع ميليشيا توفر لها امتيازات مباشرة، بدلًا من حكومة مركزية قوية قد تفرض قيودًا على أنشطتها ..!!
● الصراع في السودان ليس مجرد معركة بين الجيش وميليشيا مسلحة متمردة ، بل هو صراع إرادات بين الدولة والفوضى، بين الاستقلال الوطني والتدخلات الخارجية ،، الجيش السوداني يقاتل اليوم ليس فقط للدفاع عن النظام، بل لمنع انهيار الدولة نفسها ، وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية، فإن السودان يحتاج إلى جبهة داخلية متماسكة ودعم قوي من حلفائه، وإدارة سياسية ذكية، وخطة عسكرية حاسمة لضمان النصر وإنهاء مشروع الميليشيات التي تهدد بتمزيق البلاد وتحويلها إلى ساحة صراع دائم الي الأبد .. !!