للحقيقة لسان – رحمة عبدالمنعم مليشيا الإرهاب والتضليل
حديث يوسف عزت، المستشار السياسي السابق لقائد مليشيا الدعم السريع، عن علاقة مزعومة بين الحركة الإسلامية وإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة هذه المليشيا، ليس سوى محاولة عبثية لتبرير الكوارث التي خلفتها هذه الجماعة الإرهابية بحق الشعب السوداني، هذه التصريحات، التي تأتي من شخص تم استبعاده من موقعه، لا تخرج عن كونها محاولة يائسة لتصفية حسابات شخصية وإعادة تقديم نفسه كلاعب سياسي في مشهد يملؤه الفوضى والدمار
الدعم السريع ليست سوى مليشيا إرهابية نشأت على أنقاض مشروع تفتيت الدولة السودانية، وتاريخ هذه الجماعة مليء بالانتهاكات ضد الإنسانية، من قتل واغتصاب ونهب وتهجير قسري، وهي أفعال لا يمكن أن تنسب إلى أي تيار سياسي أو أيديولوجي، بل هي انعكاس لطبيعة المليشيا القائمة على العنف والدموية ،القول بأن الإسلاميين يديرون مناطق سيطرة هذه المليشيا هو تضليل متعمد يهدف إلى خلط الأوراق وتغطية جرائمها المستمرة
الحركة الإسلامية، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع توجهاتها، كانت ولا تزال جزءاً من مشهد سياسي سوداني متشابك، لكن ربطها بتنظيم كالدعم السريع الذي لا يؤمن إلا بمنطق القوة والسلاح، هو إساءة مقصودة تخدم أجندة هذه المليشيا في التهرب من مسؤوليتها عن تدمير البلاد،إن هذه الجماعة الإرهابية تعمل خارج أي سياق سياسي أو أيديولوجي؛ فهي تمثل نموذجاً صارخاً لمليشيا قبلية مسلحة تسعى لتحقيق مكاسب شخصية لقادتها، غير آبهة بمصير الشعب السوداني أو مستقبل دولته
يوسف عزت، الذي شغل منصب المستشار السياسي لهذه المليشيا، هو جزء من ماكينة الدعاية التي استُخدمت سابقاً لتبرير أعمالها الوحشية. تصريحات عزت اليوم تأتي في سياق محاولته غسل يديه من جرائم كان جزءاً منها، وهو يعلم تماماً أن مليشيا الدعم السريع لا تنتمي لأي تيار سياسي أو أيديولوجي، بل هي جماعة خارجة عن القانون، محاولاته لتوصيف الحرب بأنها “حرب الإسلاميين فيما بينهم” ليست سوى محاولة لتشويه الواقع وتزييف الحقائق، في وقت يدرك فيه السودانيون أن هذه الحرب هي حرب مليشيات ال دقلو على الشعب وموروثاته
ما يدور في السودان اليوم هو نتيجة طبيعية لتمرد مليشيات خرجت عن السيطرة، تتنافس على تدمير البلاد لتحقيق مكاسب ضيقة ،مليشيا الدعم السريع، بقيادتها التي لا تعرف سوى لغة السلاح والدمار، لا تحتاج إلى أي غطاء سياسي أو أيديولوجي لتبرير أفعالها، فهي تقف عارية أمام المجتمع الدولي والشعب السوداني كقوة إرهابية يجب محاسبتها على جرائمها
تصريحات عزت ليست سوى محاولة لإعادة خلط الأوراق، لكنها لن تغير شيئاً من الحقيقة الواضحة: الدعم السريع مليشيا إرهابية، ويجب أن تُعامل على هذا الأساس ،السودان لا يحتاج إلى مثل هذه التصريحات المضللة، بل إلى تحرك وطني ودولي حاسم يضع حداً لجرائم هذه الجماعة ويعيد بناء الدولة السودانية على أسس العدالة والديمقراطية