مقالات

للحقيقة لسان – رحمة عبدالمنعم – مريم الصادق.. ثلاثية العمالة والخيانة والخيابة

شاهدت كغيري من السودانيين مقاطع فيديو متداولة من مقابلة مريم الصادق المهدي على قناة (بي بي سي عربية) ضمن برنامج بلا قيود،ولم أكن بحاجة إلى كثير وقت لأدرك أنني أمام نسخة مشوهة من السياسية الفاشلة: خطاب مرتبك، لغة ملغومة، ونفس قديم يقطر خيانة وكراهية للوطن.
مريم الصادق، التي تقلدت وزارة الخارجية السودانية لوهلة عابرة خلال فترة حكومة عبد الله حمدوك وشلة الخيانة والخيابة، لا تمثل اليوم سوى حزب الأمة، جناح برمة ناصر، ذلك الجناح الذي تفرغ لدعم الميليشيا وبيع السودان في سوق النخاسة الدولية.
تاريخها السياسي لا يليق أن يُذكر إلا في باب السقطات الكبرى: أحاديث عن تلقي أموال إماراتية مشبوهة، فضائح في اللغة الإنجليزية، سقوط متكرر في البروتوكولات والمراسم الخارجية، وتحويل الخارجية السودانية ذات يوم إلى نكتة على موائد الدبلوماسيين.
في ظهورها الأخير، لم تجد مريم ما تقدمه إلا طعناً غادراً في صدر وطنها الجريح، وصفت السودان بالدولة الفاشلة، ونعته بالخطر على جيرانه، بل صورته كمصدر للأوبئة السياسية وكأنها تبشر العالم بالحرب الوقائية ضده. لم تدعُ فقط للتدخل الدولي، بل توسلت به، تماماً كما تتوسل القوادة لزبون جديد.
مريم تتحدث عن السودان وكأنها تتحدث عن حقل ألغام يجب تدميره، لا عن بلد كان من المفترض أن تحميه بكلمة، وتقف خلفه بموقف، لا أن تغدر به في كل محفل ،ومن يسمع حديثها المرتبك، لا يصدق أنها ابنة الإمام الصادق المهدي، الذي -رغم خلافنا معه- كان يحترم السودان كقيمة، لا كذبيحة توزع حصتها على سماسرة السياسة.
مريم -للأسف- اختارت أن تكون مجرد لسان مأجور، تنفخ في نار التدخل الأجنبي، وتصيغ التقارير الاستعمارية على الهواء مباشرة،ولو راجعنا سجلها الشخصي، لوجدنا أنها لم تعرف النجاح في ملف واحد، لا دبلوماسية، ولا سياسية، ولا حتى خطابة ،كل ما برعت فيه كان اجترار الخيانة، واستدعاء القوى الأجنبية لتكسير ما تبقى من عظم الوطن.
ولأن الخيانة لا تأتي فجأة، كانت مسيرتها الطبيعية أن تنتقل من منصب وزاري شاحب إلى قيادة جناح العمالة في حزب الأمة، لتكرس نفسها كرمز حي للخيبة والخذلان..كان والدها الراحل، الإمام الصادق، يراهن على الكلمة، على الفكر، على النضج السياسي. فماذا قدمت مريم؟ لا شيء سوى استدعاء البوار، والتماهي مع الجنجويد، والإساءة للسودان في محافل الإعلام العالمي.
مريم الصادق، أنتِ لا تمثلين السودان، ولن تكوني يومًا صوته ولا صدى شعبه،أنتِ مجرد بوق رخيص لجناح العمالة، ومجرد خنجر صدئ في خاصرة الوطن، تتكلمين عن السودان وكأنك غريبة عنه، والحقيقة أنك أصبحتِ غريبة حتى عن نفسك.
سيرتك خيانة، وكلماتك خيانة، ومواقفك خيانة..
وسيكتب التاريخ: أن مريم الصادق كانت صفحة سوداء في دفتر وطن قاتل من أجل كرامته بينما كانت هي تبيعها في سوق النخاسة السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى