منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

للحقيقة لسان – رحمة عبدالمنعم – لماذا يهاجم عبد الحي يوسف البرهان؟

في وقت يواجه فيه السودان حربًا شرسة ضد مليشيا الدعم السريع التي تسببت في تدمير أجزاء كبيرة من الوطن، يخرج فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف، بتصريحات هجومٍ على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، واصفًا إياه بأوصاف لا تليق بمقامه، بل إنها تفتقر إلى أي احترام للظروف الوطنية التي تمر بها البلاد، هذه التصريحات، التي أطلقها يوسف من تركيا، تثير الكثير من التساؤلات حول توقيتها وأهدافها، وتكشف عن محاولة لإشغال الساحة السياسية السودانية عن المعركة الحقيقية التي يخوضها الجيش ضد تهديدات تضع سيادة السودان في خطر

من المستغرب أن يخرج عبد الحي يوسف بتصريحات تهجمية ضد البرهان في هذا التوقيت الحساس، البرهان، الذي تولى القيادة بعد ثورة شعبية أطاحت بحكم الإسلاميين، ليس مجرد قائد للجيش بل هو رمزٌ للوحدة الوطنية في وقت استثنائي، عندما كانت البلاد بحاجة إلى القيادة الرشيدة، استلم البرهان المسؤولية في مرحلة دقيقة تتطلب الحسم واتخاذ القرارات الصعبة، ولم يكن البرهان يومًا جزءًا من الأجندات السياسية الحزبية أو الفكرية التي حكمت البلاد لسنوات طويلة، بل كان ولا يزال شخصية عسكرية تهتم بالسيادة الوطنية والحفاظ على وحدة السودان

تصريحات يوسف التي تتهم البرهان بالتناقض وعدم الالتزام بتعهداته لا تحمل أي أساس من الصحة، من يراقب المشهد السوداني اليوم يعرف تمامًا أن البرهان يقاتل في الحرب ضد مليشيا الدعم السريع ليس دفاعًا عن أي أجندة سياسية، بل دفاعًا عن السودان بأسره ،الحرب الدائرة ليست صراعًا على السلطة بين فصائل سياسية، بل هي حربٌ ضروس ضد قوة تدميرية تهدد الدولة السودانية وتستهدف تفكيك مؤسساتها، وإذا كان يوسف يشكك في قدرة البرهان على النصر، فإن هذا الرأي يفتقر إلى الواقعية ويغفل عن التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة السودانية حتى الآن في سبيل حماية البلاد

من غير المنطقي أن يوجه عبد الحي يوسف اتهامات غير مبررة ضد البرهان في وقت يجب أن يكون فيه كل السودانيين موحدين خلف قيادة الجيش، من يتحدث عن “الضعف” في مواجهة الإسلاميين، يتجاهل أن البرهان لم يكن يومًا جزءًا من صراع مع الحركة الإسلامية أو أي تيار سياسي آخر ،بل كان على الدوام حريصًا على إبقاء الجيش بعيدًا عن التدخل في السياسة، وعليه، فإن الهجوم على البرهان في هذا السياق هو محاولة لتشويه صورة القائد الوطني الذي يتولى الآن مسؤولية الحفاظ على أمن السودان

إن تصريحات عبد الحي يوسف لا تفيد السودان في شيء، بل إنها تعمق الانقسامات الداخلية وتشتت الانتباه عن المعركة الوطنية الحقيقية التي يجب أن يتوحد حولها جميع أبناء السودان، في الوقت الذي تسعى فيه القوات المسلحة السودانية إلى القضاء على تهديدات مليشيا الدعم السريع، يأتي من يروج لتصريحات مثيرة للفتنة، لا تصب في مصلحة البلاد، إن الحديث عن البرهان بهذه الطريقة لا ينم إلا عن جهل بالواقع الذي يعيشه السودان اليوم، ويكشف عن أجندات ضيقة لا تراعي مصلحة الوطن في هذا الوقت الحرج

البرهان لا يتصرف اليوم إلا من منطلق مسؤولياته تجاه السودان وشعبه، وهو يقود الجيش في حربٍ مصيرية تهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد ومؤسساتها، الشعب السوداني بحاجة إلى من يدعمه في هذه المعركة، لا إلى من يزرع الفتنة في صفوفه، تصريحات عبد الحي يوسف، في هذا السياق، لا تعدو كونها محاولة بائسة للظهور على حساب معاناة الوطن، وهي في نهاية المطاف لن تزيد إلا من تعقيد المشهد السوداني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى