للحقيقة لسان – رحمة عبدالمنعم – البرهان..لمسة وفاء للمبدعين
في لحظة تجسد عمق الإنسانية وسط أتون الحرب وويلاتها، قام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، بخطوة استثنائية تحمل في طياتها رمزية عميقة، زيارته للأدباء والفنانين النازحين بولاية البحر الأحمر لم تكن مجرد إجراء رسمي عابر، بل كانت رسالة تعكس احتضان الوطن لروحه الثقافية والإبداعية في أوقات المحن.
في مقر اتحاد الأدباء والفنانين بمدينة بورتسودان، التقى البرهان بشريحة من مبدعي السودان، الذين نزحوا عن ديارهم بسبب الحرب، لكنهم لم ينزحوا عن دورهم الوطني ولا عن رسالتهم الفنية والأدبية، وقف البرهان بينهم مستمعاً بإنصات إلى همومهم وقضاياهم، مشيدًا بإسهاماتهم البارزة في إسناد القوات المسلحة، حيث حملت كلماتهم وألحانهم مشاعل الأمل وعزّزت صمود الشعب في مواجهة المِحن.
كلماته كانت اعترافاً صريحاً بدورهم المحوري، حيث أثنى على أعمالهم التي وصفها بأنها ذات أثر عظيم في شحذ همم السودانيين، وتوحيد إرادتهم في مواجهة قوى الظلام، كان حضور البرهان بينهم بمثابة إعادة الاعتبار لدور الثقافة والفن، ليس فقط كوسيلة للتسلية، بل كسلاح قوي يبث الروح ويعمق الانتماء.
لم تكن الزيارة خالية من الوعود. بل أكد البرهان التزام الدولة بمعالجة قضايا المبدعين وتقديم الدعم اللازم لهم، بدءاً من إعادة تأهيل مقر اتحادهم إلى توفير المعينات التي تمكنهم من مواصلة رسالتهم السامية،كان حديثه يحمل دفئاً خاصاً، إذ أظهر اهتمام القيادة برعاية هذه الفئة التي تشكل ضمير الأمة وصوتها الإبداعي.
المبدعون الذين تحدثوا بصدق وبساطة عن تقديرهم لهذه الزيارة، عبروا عن امتنانهم العميق للبرهان، الذي لم يقف عند حدود مسؤولياته العسكرية والسياسية، بل اقترب من عوالمهم، ليعبر عن إدراكه لأهمية الكلمة واللحن في صون روح الشعب وهويته.
إنها زيارة تتجاوز في معناها حدود المكان والزمان، لتترك أثراً عميقاً في نفوس من عايشوها ومن تابعوا تفاصيلها، فهي تعكس إيماناً راسخاً بأن قوة السودان لا تكمن فقط في سلاح جيشه، بل في صمود مبدعيه، وفي قدرتهم على تحويل الألم إلى إبداع يعبر عن أحلام وطن يكافح للعبور نحو أفق جديد.