التقارير

“كونوا بداية الحكاية”.. اللجنة العليا للعودة الطوعية ورجال الأعمال يعلنون انطلاقة تنظيم عودة اللاجئين السودانيين من أوغندا

النور مساعد – كمبالا

في خطوة تحمل بعدًا وطنيًا وإنسانيًا عميقًا، شهد منتجع الجدائل السياحي في كمبالا انعقاد اللقاء التفاكري للجنة العليا لتنظيم عودة اللاجئين السودانيين من أوغندا طوعًا، وذلك تحت شعار “كونوا بداية الحكاية”، بمشاركة نخبة من رجال وسيدات الأعمال السودانيين والإعلاميين والمهتمين بقضايا اللجوء.

جاء اللقاء ليؤكد رغبة آلاف السودانيين المقيمين في أوغندا بالعودة إلى وطنهم، رغم قسوة المعاناة في مخيمات اللجوء. وقد عُرض خلال البرنامج فيلم بصري مؤثر جسّد قصصًا من واقع المعاناة اليومية، مما دفع دموع الكثيرين من الحضور، وعكس توق السودانيين إلى استعادة حياتهم الكريمة داخل بلادهم.

وخاطب السفير السوداني في أوغندا، أحمد إبراهيم جردا، الحضور مؤكدًا أن مشروع العودة يتم بشكل طوعي، وبعزة وكرامة، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الإكراه، موضحًا أن اللجنة العليا مفتوحة لكل من يريد المساهمة في خدمة الوطن، ومشيدًا بدور رجال الأعمال باعتبارهم أهل العطاء والمبادرات الخيرية، مضيفًا: “اخترنا البداية برجال الأعمال لأنهم سند حقيقي في دعم هذه المسيرة، وقد اكتملت كافة الترتيبات مع الجهات ذات الصلة، ونحث كل أبناء السودان الشرفاء على المشاركة بالمال والفكر والرأي.”

كما ثمّن قنصل السودان بأوغندا، الجزولي حموة، جهود الحضور، داعيًا إلى المشاركة الفعلية في المشروع باعتباره تجسيدًا لقيم ومبادئ الشعب السوداني في التكاتف ودعم القضايا الوطنية. وأكد رئيس اللجنة العليا للعودة الطوعية، اللواء شرطة يحيى عبد الكريم، أن قرار تكوين اللجنة جاء استجابة لتزايد أعداد السودانيين الراغبين في العودة إلى وطنهم، معبرًا عن ثقته في التزام رجال الأعمال بدعم هذا المشروع الوطني الكبير.

وخلال اللقاء تم استعراض المنصة الإلكترونية الخاصة بتسجيل العائدين وشروط إدخال البيانات الصحيحة، بما يسهم في تنظيم العملية وضمان شفافيتها. وأكد الأستاذ أحمد يحيى، عضو اللجنة ورئيس اتحاد أصحاب العمل، استعداد رجال الأعمال السودانيين بأوغندا للمساهمة بسخاء وإرادة وطنية، واصفًا هذه الخطوة بأنها أقل ما يمكن تقديمه لأبناء الوطن في هذه المرحلة الحرجة.

وقد شهد اللقاء حضورًا مميزًا للإعلاميين والصحفيين والناشطين، الذين شددوا على أهمية تسليط الضوء على هذا المسعى الوطني باعتباره بارقة أمل في طريق عودة الاستقرار إلى السودان وكتابة صفحة جديدة من تاريخ العودة الطوعية. وبين دموع المتأثرين بأفلام المعاناة وابتسامات الحالمين بعودة قريبة، ارتفعت رسالة اللقاء واضحة: أن السودانيين، رغم الجراح، يظلون أوفياء لوطنهم، ومتمسكين بحق العودة بعزة وكرامة، وأن البداية دائمًا تصنع الحكاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى