كلمة ومعنى – سهير الرشيد ازمة سودانا الجديد
على الرغم من اننا ننادي بالتحول المدني الديمقراطي ورافعين شعارات الحرية والعدالة والسلام .. وبقوة وكثافة … خصوصا بعد ثورة لم يسبق لها مثيل لانها هبت ضد نظام لم بترك فرقة ينفد منها معارض طوال ثلاثين عاما.. نظام كان مكلبا بسنونه واظافرة في السلطة … وثقتهم اللا محدودة في تنظيمهم ونظامهم .. ومقتنعين باستمرارهم في حكمنا مدى الحياة ولن حيسلموها الا لسيدنا عيسى .. كما قالوا
هبت ثورة ديسمبر المجيدة (هبت) وقالت ليهم
تسقطوا بس وسقطوا
(ثم ماذا بعد …؟!!)
والشباب الذي مهر التغيير بدمائه كان (يحلم بوطن خير ديمقراطي) .. والشباب الطالع الان في مسيراته … يريد ان يحقق ذلك بثابته واستمراره في النضال ..
لكن
صدقوني …
لن يكون هنالك وطن ديمقراطي … ما لم نتحرر من الاحقاد .. لن يكون هنالك وطن خير ديمقراطي وسودان جديد .. ما لم نترفع عن الضغائن … لن تكون هنالك حرية وعدالة .. ما لم يكن هنالك تسامي عن الجراحات … لن تكون هنالك عدالة .. ما لم نحاسب بشكل متجرد عن الانتقام بل بالقانون من غدروا بالمعتصمين … لن يكون هنالك سلام ما لم ندرك بأن الوطن للجميع … ويدرك اهلنا في دارفور بان ما ارتكب في حقهم ليس للشعب السوداني فيه يد وعليهم مد اياديهم بيضاء لاعادة الحقوق وجبر الضرر دون احقاد او عنصرية
ولا ولم ولن نعبر وننتصر وننعم بسودان جديد (يختلف عن سودان قبل الثورة حتى الاستقلال )… ما لم نترك نهج الاقصاء … والتهميش حتى لتلك الاحزاب التي عملت مع النظام البائد .. فالجميع عمل في ذلك النظام وتحت ادارته .. في التجارة وفي الدراسة … وفي الخدمة المدنية .. اليس كذلك .. ؟!!
السودان الجديد الذي نريده يحتاج لان ( نؤسس له بفهم جديد )
لا يدهشكم ما ساقوله .. (فالازمة تكمن ) في ان كل من يستلم سلطة في بلادنا من احزابنا .. تعمل على التنكيل بغيرها من احزاب بالاعتقال والتعذيب والقتل احيانا.. منذ اول حكومة استلمت بلادنا.. فتوارثت الاحزاب احقاد في احقاد في احقاد .. وليس بينها حزب رشيد … وهذه الاحقاد المتوارثة جعلتنا لا نفرق بين الصادقين في توجهاتهم وبين المتسلقين والمنتفعين،
فمثلا منذ ان تفتحت عيونا وعقولنا ونحن نرى العدوان اللدودان الشيوعي والاسلاميين وهم يجزرون بعض .. والتاريخ يحكي ..
تلك الاحقاد ستجعلنا ندور وندور في فلك الفشل ليوم القيامة …
في تقديري اذا اردنا سودان جديد تسوده الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام ..
نؤسس لذلك بقبول الاخر والتجاوز عن اي اخفاقات تسبب فيها اي حزب او اي حكومة … والتجاوز لا يعني ان نترك من ارتكبوا جرما في حق الدولة والمواطن دون محاسبة .. لكن المحاسبة تتم بالادلة والبراهين ( وليس بالظن والشك او التصنيف) …
( فليس اي كوز ندوسه ندوس ) لان هنالك كيزان شرفاء لم يعجبهم الحال المائل الذي اتجه اليه نظامهم … ولو صبر القاتل ( الثورة ) لمات المقتول لحاله … فبداخلهم كانت هنالك ثورة .. وليس كل من تصدر لثورة الشباب المجيدة نزيها … وهذا معلوم للغالبية
سودان جديد .. يعني سودان الحريةوالديمقراطية سلوكا وممارسة
وهذا
يلزم الجميع التطبيق لنهج الحرية والديمقراطية … دون التشدق بها … او رفعها شعارات وبس … ويكذبها الواقع …
وضرورة
التحرر من الحقد والضغائن والارتفاع لقامة الوطن …
لنحقق سودانا الجديد