فجّر رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس موجة من التصريحات النارية خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء الخميس بمنزل السفير السوداني بالقاهرة، حيث حسم الجدل الدائر بشأن تعيين د. أحمد التجاني وزيراً للثروة الحيوانية، مؤكدًا استبعاده من المنصب بسبب حمله الجنسية الإماراتية، قائلاً: “سيتم تعيين بديل عنه”.
إدريس، الذي يزور مصر حاليًا، رد على الانتقادات الغاضبة حول تعيين التجاني قائلاً إنه لا توجد أي مشاورات مع دولة الإمارات في هذا الصدد، مضيفًا: “أنا في القاهرة والبرهان في أم درمان”، في إشارة إلى غياب التنسيق حول ملف التعيين.
وفي تصعيد غير مسبوق، كشف إدريس عن تغلغل “الطابور الخامس” داخل أجهزة الدولة، مؤكدًا أن المعاكسات التي تواجهها حكومته ضخمة وتعيق مسار الاستقرار، وقال: “أي وزير لا يُحدث فرقاً خلال ثلاثة أشهر سيتم عزله فوراً”.
الحكومة تعود للخرطوم والخطة مارشالية
أعلن إدريس أن الحكومة ستعود إلى الخرطوم بشكل نهائي في أكتوبر المقبل، كاشفًا عن خطة شاملة لإعادة تخطيط قلب العاصمة وشارع النيل وفقًا لأحدث المعايير العالمية، بعد الدمار الكبير الذي طال مؤسسات الدولة. وأشار إلى أن مصفاة الخرطوم وحدها تحتاج إلى 2.2 مليار دولار لصيانتها، مؤكدًا أن أولوية الحكومة هي خدمات الكهرباء والمياه.
أم درمان أكثر أمانًا من باريس!
في تصريحات مثيرة، قال إدريس إن الأوضاع الأمنية في أم درمان أصبحت “أفضل من باريس”، مشيدًا بتحسّن الوضع العام هناك مقارنة بالعاصمة الخرطوم.
خطة قومية للإعمار وإشادة بالموسم الزراعي
وتحدث رئيس الوزراء عن نجاح الموسم الصيفي بنسبة 80%، مُعلنًا عن زيارة مرتقبة لولاية الجزيرة لبدء ترتيبات الموسم الشتوي. كما كشف عن خطة قومية لإعادة إعمار الولايات الأخرى، لافتًا إلى أن أوضاعها أفضل من الخرطوم.
علاقات سودانية مصرية وثيقة وإفراج وشيك عن موقوفين
وأشاد إدريس بالتسهيلات المصرية في مجالات التعليم والصحة والعبور الحدودي، كاشفًا عن اتفاق مع الحكومة المصرية لإطلاق سراح جميع السودانيين الموقوفين على خلفية قضايا الهجرة، وترحيلهم إلى مناطقهم.
لا خلاف مع حركات السلام ومطار الخرطوم يعود للحياة
نفى إدريس وجود خلافات مع حركات الكفاح المسلح، مؤكدًا خروج المسلحين من الخرطوم بسلاسة وتنسيق كامل، ومشيرًا إلى التعاون المثمر مع وزراء الحركات. كما أعلن أن مطار الخرطوم سيُعاد افتتاحه خلال شهرين بعد اكتمال أعمال التأهيل لاستقبال الرحلات الجوية.
رسالة للإعلام: تجاهل الصغائر وركزوا على القضايا الكبرى
واختتم إدريس حديثه بدعوة وسائل الإعلام للتركيز على الملفات المحورية، وعلى رأسها العودة الطوعية للنازحين وإعادة تأسيس الدولة، قائلاً: “هذه قضايانا الجوهرية في المرحلة المقبلة، أما المعارك الجانبية فلن تُعيقنا
