قوة بشرية وسلاح نوعي … (العمليات العسكرية).. التحول الى مرحلة الحسم !!
تقرير_ محمد جمال قندول
من الواضح أنّ القوات المسلحة ترتب لمرحلةٍ جديدةٍ لسير العمليات العسكرية، ويظهر ذلك جليًا من خلال التصريحات المطمئنة والمليئةِ بالثقة من قيادات الجيش والدولة، وفي المقابل ذلك لايزال الالتفاف الشعبي بذات القدر من القُوةِ والحماسة والتأييد الذي ظهر في الاستقبال الكبير لعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام بولاية نهر النيل.
ويُنتظر أن يكون شهر سبتمبر الجاري نقطة تحولٍ كبيرة في مسار “معركة الكرامة”، حيث بدأت مؤشراته من خلال النشاط العسكري الكبير للجيش والقوات المشتركة والمستنفرين بمحاور “الخرطوم، ومدني وسنار”، إلى جانب الملحمة الكبيرة التي سُطرت أمس الأول الخميس بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
الإسناد المدني
ويبدو أنّ قيادة الجيش والدولة بدأت تتفرغ بشكل كُلي للعمليات العسكرية ويبدو ذلك فى الإسناد المدني الذي تقوم به الحكومة للقوات المسلحة ممثلًا في: المعارك التي يخوضها النائب العام الفاتح طيفور في جنيف، ووزير العدل في الملتقى القانوني الدولي بدولة تايلاند، إضافةً إلى التحركات الواسعة لوزير الخارجية حسين عوض في أروقة الجامعة العربية واللقاءات الثنائية مع مصر، علاوةً على حراك مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس، فكلها خطواتٍ تشير إلى حالةٍ من الجاهزية لدى الحكومة للتعامل مع الأوضاع في البلاد.
وتحدّث مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا في أكثر من مرةٍ عن وصول سلاحٍ جديد، ولعل نتائج هذا العتاد العسكري الجديد ظهر من خلال العمليات العسكرية الواسعة التي قام بها سلاح الطيران بمحاور مختلفة من ولايات “الخرطوم، والجزيرة، وشرق دارفور، وشمال دارفور وسنار”، فضلًا عن النشاط الكبير فى مسرح العمليات خاصةً بولاية الخرطوم التي تشهد معارك يوميةً.
وكان العطا قد تفقد قيادة سلاح المدفعية بعطبرة أمس رفقة نائب المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق الركن محمد عباس اللبيب وعددٍ من القادة الميدانيين، فيما شدد الفريق أول ياسر على عدم المهادنة والسلام مُطلقًا مع ميليشيا الدعم السريع أو من يساندها بأي شكل.
معركة الفاشر
سطرت القوات المسلحة والقوات المشتركة معركةً قويةً فى الفاشر أمس الأول الخميس، حيث كبدوا التمرد خسائر فادحةٍ في الأرواح والعتاد.
معركة الفاشر التي شهدت استبسالًا كبيرًا من “المشتركة”، كان لها صدىً واسعًا، حيث أحدثت حالةً من الفرح والارتياح الشعبي وذلك للخسائر الكبيرة التي طالت الميليشيا بفقدانها لقادةٍ ميدانيين مؤثرين.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الجيش العميد الركن نبيل عبد الله: إنّ القوات المسلحة والقوة المشتركة وأبطال المقاومة الشعبية سطروا ملحمةً جديدة، وذلك بدحرهم هجومًا كبيرًا شنته ميليشيا آل دقلو الإرهابية على المدينة، فيما كبدوا الميليشيا خسائر كبيرةً في الأفراد والمركبات.
رحلة نيويورك
وربما يستبق رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة مشاركته باجتماعات الأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، يستبق ذلك بتحقيق انتصاراتٍ كبيرةٍ ومريحة، سيما وأنّ السودان قد أبرم اتفاقياتٍ عسكرية مهمة مع الصين مؤخرًا حضرها الرئيس البرهان منها: اتفاقيات بمجال التصنيع الدفاعي، وكذلك اتفاقياتٍ أخرى مهمة في إسناد الجيش بكافة المحاور العسكرية.
وينتظر أن يغادر الرئيس البرهان إلى نيويورك الأسبوع المقبل في ثاني مشاركاته بالجمعية العامة للأمم المتحدة بعد اندلاع الحرب.
الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء د. أمين إسماعيل مجذوب قال إنّ الحديث عن التطورات الميدانية الحالية مرده لتغيير ميزان القوى لصالح الجيش من نواحي التسليح والإمداد والقوة البشرية، أضف لذلك، تغير الموقف العسكري نتيجةً للخسائر التي لحقت بـ”ميليشيا الدعم السريع” سواءً كانت في القادة أو الكتل الصلبة من القوة المدربة، مع امتلاك القوات المسلحة لسلاحي “الطيران والمدفعية”، مما حقق تفوقًا نوعيًا وانتصاراتٍ كبيرةٍ في كل المحاور.
واعتبر محدّثي أنّ محاولة الميليشيا دخول الفاشر كانت عمليةً انتحاريةً فقد فيها التمرد الكثير من القادة والقوات، وأضاف مجذوب: “بنظرةٍ استراتيجيةٍ لمحاور القتال المختلفة، نجد أنّ الجيش استلم زمام المبادأة والمبادرة في تنفيذ عملياتٍ نوعيةٍ والتحول السريع من الدفاع للهجوم، بينما ظهر ذلك جليًا في محوري (الصيّاح ومليط) بشمال دارفور”.