منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

في حَضرةِ أبي العَزائم بقلم/مُحمّد عُكاشة

.
الأولُ يَومٌ تُرفعُ فيه الأعمال إلي الله والثاني خيرُ يوم ٍ طَلعت فيه الشَمس.
سَماحةُ السيّد مُحمّد ماضي أبو العزائم المَولودُ بمسجد سيّدي زغلول بَرشيد مصرَ هو شخصيةٌ ذاتُ دورٍ عظيم في تاريخ السُودان ومُناهضةُ الاستعمار الإنجليزي.
السيّد ماضي جاءَ إلي السودان في العام 1895م وعمِلَ مُدرساً بمدينةِ سواكن وسُرعَان مااجتذبَ الناسَ بعلمهِ ودروسه وخِطابه البليغ.
إلتفَ حولهُ المتعلمين يُبصّرُهم بأمورِ دينهم ودُنياهم ويُحرّضُهم ضدَ المُستعمر البريطاني.
إنتقلَ الرجلُ إلي مدينةِ أم درمان وبرنامجهُ للتنوير يتسعُ للطالبين و(طريقتهُ) للإرشاد الديني تجتذبُ أُولي (العزم ) من أهلِ السودان وطاقتهُ (الثورية ) ضدَ الإنجليز تتقدُ حماسةً في نفوسِ السودانيين إذْ كانَ صاحبُ (اللواء الأبيض ) علي عبد اللطيف أحدَ تلامذته يستمدُ منهُ معني ( الكفاح) الوطني ويَغرفُ من معينِ (روحانيته ) مايُعين.
السيّد مُحمّد ماضي أبو العزائم أقامَ بالسودان نَحواً من عشرةِ أعوامٍ عَمِلَ خلالها أستاذاً بكلية غُردون التذكارية وساهمَ في تثقيفِ أهل السودان وناضلَ ضد الإحتلال حيثُ كانَ وجُودهُ مصدرَ قلقٍ لهم وعُنصراً يُغذي الثورةَ ضدهم.
المُؤرخُ الإنجليزي جون سبنسر تريمنجهام في كتابه (الإسلام في السودان ) أَولي (طريقة) أبي العزائم إهتمامهُ وعَقدَ مُقاربةً بينها والحركةَ المهدية بقوله :-
(.. أما العزميةُ فإنها أخذت طبيعةَ مُؤسسها الأستاذ الذي مِهنتُه التعليمُ والتثقيفُ فكان يتعاملُ بالفكرِ مع عُقول روادُ حلقاته وبثَ فيهم المبادئ الإسلامية التحرُرية، وأحسنَ عرضَ الشريعة الإسلامية في مُحاضراته بأسلوبٍ شيٍق ورزين، ولذلكَ فإنَ رواد حلقاته يُمكنُ تصنيفهُم علي أنهم تلاميذُ لا مُريٍدون.
إنّ أبا العزائم قد أبهرَ طُلابه السودانيين بمُحاضراته غزيرةَ العلم وذاتُ الأسلوب الأدبي الشيّق الجَذاب فلازمُوه وفتحَ لهم بيته.
لقدْ تركزت مُحاضراته علي أن الإسلام ليس فقهَ شرائع تعبُديّة، بل هو أيضاً سياسةٌ شَرعية، ومن أوليّات هذه المبادئ الشرعية أن لا يتولي أمورَ المُسلمين إلا خليفةً يرتضُونه، وحرامٌ عليهم أن يَستكينوا لمُستعمرٍ كافر.
واتسعت دائرةُ رواد بيتِه حتي غدا كَعبةً للمُثقفين السودانيين وذوي النوازعِ الوطنية والتحرُريّة، ومن ثمْ نشأت في بيته حركةٌ وطنية تحررية أدت إلي قيامِ أحزابَ سياسية وصدورِ صُحفٍ تُنادي بالاستقلال وطردِ المستعمر)

إذنْ هذا دورٌ في تاريخ السودان عظيمْ قامَ به مُؤسسُ الطريقة العزمية ليتصلَ عَطاؤه حتي اليوم من خلالِ فرعهم بالخرطوم بوسط الديوم حيثُ كانَ يقومُ سماحةُ مولانا سيف الدين محمد أحمد أبوالعزائم رحمهُ ألله بإرشادِ الناس علي بصيرةٍ من الأمر ويهديهم بالحُسني وهو أحدُ مَظّانِ الحِكمة والقولِ النَجيح.
مولانا سيّفُ الدين ابو العزائم يَتحَرّي من (مسيده ) تربيةُ تلاميذه ومُريّديه علي طريقةِ أبي العزائم وعلي نهجِ العارفينَ المُصلحينَ بجعلِ ( العِلمْ ) مِعراجاً لمقامِ ( العرفان ) بالإقترابِ من المُجتمع وليسَ بالعُزلةِ عنه.
مولانا سيف الدين ابوالعزائم وتلاميّذهُ للذكرِ والأورادِ في سُوحِهم نفَحاتٌ فأسألكمُ الدُعاء لي في (حَضراتِكم ) و(خَلواتكم ) وفي الأسَحار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى