فيما ارى صديق موسى العوني كفن مصعب ابن عمير
قيل عند وفاة الصحابي الجليل مصعب ابن عمير لم يتوفر له الكفن المعلوم سوى قطعة من القماش لم تستر جسده كله فإذا غطى الراس انكشفت الأرجل والعكس إذا غطت الأرجل انكشف الراس فلم يكن لهم خيار سوى الرضاء بالواقع فغبر بهذا الوضع
هذا الصورة تشبه إلى حد كبير وضع السودان السياسي
فبعد أن زال حكم الانقاذ بواسطة الشارع الثوري ومعاونيه اللجنة الأمنية وبعد أن تم الاتفاق بين المدنيين والقيادة العسكرية آنذاك بتقاسم السلطة الانتقالية وبعد التوقيع والذي تم على مضض
فكل واحد غير مقتنع بالآخر وظل هذا البناء الهش إلى أن عصف العسكر بالطرف الآخر ولكن رجع الشارع إلى ثوريته بعد هذا الانقلاب مع الحركة المكثفة للحادبين لأجل الإصلاح ولم الشمل إضافة إلى دخول أصحاب المصالح أيضا وهم يرفعون أيضا شعار الإصلاح ولم الشمل
بعد حدوث الانقلاب تأثرت شعبية وجماهيرية الحرية والتغيير
فطرق الحزب الشيوعي على هذا الوتر فهو يحسن الهاب الثورة في قلوب ونفوس الثوار بل سيطر على جزء كبير من قادة لجان المقاومة
ولكن عندما جاءت مبادرة الرباعية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات جاءت بردا وسلاما على الحرية والتغير المركزي لأنها وضعت الحرية والتغيير المركزي كارضية
بل حظيت باهتمام واسع وملأت الساحة ضجيج ووشحت بوثيقة تسيرية المحامين والتي أيضا لاقت الأعتراض من الخصوم ولكن بحصافة طرحت للتعديل لكي تكون مرضية للشركاء ومقبولة نوعا ما للمجتمع السوداني
الحوار يدور الآن وقطع أشواط بعيدة والعشم في إضافة المزيد من الفاعلين في الساحة السياسية وبعد ذلك سيطرح للرأي العام
رغم تجاذبه من قوى سياسية ومحاولة إسقاطه وهي الحزب الشيوعي والمكون الإسلامي الجديد
فكل واحد منهما يسحب من جهة ولكن أظن أن نسبة قدرته على البقاء عالية
فالعسكر اثبت رغبته في الخروج من الفعل السياسي
والحرية والتغير المركزي تفتح قلبها وعقلها وتفرد في المساحات
والوسطاء همتهم عالية ويسعون بجدية لسفلتت الطريق وخاصة الولايات المتحدة الامريكية