منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

فيما ارى صديق موسى العوني ( خلطوا الحابل بالنابل والهشاشة هي المقابل)

للأسف الشديد كل اللذين مارسوا السياسة عبر التاريخ لم يعرفوا البيئة والمناخ الملائم والميدان كيف يهيأ لممارسة العمل السياسي الناجح
لذلك ظل الخلل موجود منذ مرحلة التأسيس واستمر الخلل في تزايد وهم لم يدركونه بل إنهم يظنون أنهم يحسنون صنعا
فالسودان دولة مسلمة دخلها الإسلام عبر الطرق الصوفية وتغلغل فيها
وأيضا لتنوعه وكثرة القبائل المختلفة فيه فقد اختيرت سلطات محلية اهلية من أفضل بطون القبائل منذ الاستعمار سميت بالإدارة الأهلية تدير شان الناس في الريف والبوادي فكان قول ألمك و الناظر والشرتاي والعمدة قول فصل مع وجود البناء الراسي وهو السلطة السياسية
وكانت الطرق الصوفية مدارس ومؤسسات دورها السمو بالروح و تجلية القلوب باشاعة العلوم الدينية والأذكار المتواصلة لتيسير الهجرة إلى الله
لذلك فإن الطرق الصوفية عندما لعبت هذا الدور سهل لها اختراق المجتمع ولعب ادوار مهمة منها إصلاح ذات البين وحل معضلات المجتمع بدخولهم كاجاويد
فهم والإدارة الأهلية كانا صمام أمان للمجتمع ويمثلون البناء التحتي ويساهمون في بناء النسيج الاجتماعي
ولكي ينجح البناء الراسي لابد من فعالية البناء التحتي
ولكن بدل أن يستفيد البناء الراسي من قيام البناء التحتي بدوره
خلط الحابل بالنابل فادخل رجالات الطرق الصوفية في العمل السياسي وأدخلت أيضا الإدارات الأهلية
فتصدع المبنى من تحت وتهالك المبنى من فوق
فأصبحت الإدارة الأهلية جسد بلا روح
وأصبحت بعض الطرق الصوفية مكان تندر وسخرية وعدم ثقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى