فيما ارى صديق موسى العوني ( العيد والبؤس الشديد

الحياة في السودان أصبحت أشبه بالكأبوس
غاب عنها كل جميل ومفرح وسار
فأنتشرت الكآبة والإحباط ومات الأمل وغاب التفاؤل
وأكثر اللذين نكبوا بذلك أهل المدن ولكن لا يخلو بقية الناس من هذه الآثار النفسية التي أصلها واقع مؤلم
واقع حياة جردت من خصائصها ومقوماتها
فأصبحت كعنصر السكر الأبيض الذي يقول اهل التخصص فيه عندما تصنع مادة السكر يجرد من كثيرمن عناصره لصالح الشكل والذوق وعندما يضاف بعد ذلك لشئ ماكول أومشروب ويؤكل أو يتم شرابه ويصل المعدة تتعامل معه المعدة على أنه جسم غريب لأنه جسم فاقد لخصائصه فيضطر الجسم تعويض العناصر المفقودة من باطنه وتضاف له وبعد ذلك يسهل هضمه
فالحياة في السودان لا يستطيع المرء أن يعيشها لأنها أصبحت حياة غريبة كالجسم الغريب فإذا لم يحدث تعويض ذاتي يضاف إلى حركتها التي سلبت خصائصها لايستطيع المرء السير فيها الآ عن طريق تعويض كما يفعل الجسم مع مادة السكر منزوعة الخصائص
فلابد من توفير امل مصنوع
وصبر مزروع
وكسب غير مشروع
ورضوخ كامل وخضوع
وخروجك للشارع وانت محمي بالدروع