فيما ارى صديق موسى العوني الساحة السياسية ساحة استقصائية وأمراض نفسية والشعب هو الضحية
الساحة السياسية الآن تشبه إلى حد كبير حلبة المصارعة الحرة يمارس فيها كل أنواع العنف العنف اللفظي التجريح والأزدراء والحفر والدفر
مافي احد او تنظيم أو مؤسسة جاءت بفكرة أو طريقة لحل أزمة السودان اتفقوا عليها مبدئيا وأجروا عليها التعديلات بل دائما تكون هذه المبادرات التي عصف فيها الذهن مادة تدور حولها الخلافات
كسح ومسح ووجه مكفهر وفي الغالب اشباع لرغبات حتى صاحبها غير متصالح مع نفسه
نعم الساحة السياسية محتاجة لتصفية وضبط
فسيدنا عمر عندما أراد تعيين كفاءة في احد المواقع الجماهيرية وأشار له الصحابة على رجل مناسب وكفء
ارسل إليه وعندما حضر لبيت الخليفة وجد أطفال وهم أحفاد الخليفة عمر حوله ويلاعبهم فإندهش من ذلك واستغرب فأرسل رسالة استهجان لسيدنا عمر في جلسته
فقال له سيدنا عمر امتزوج انت؟
قال له نعم
قال له ولك أطفال؟
قال له نعم
قال له وكيف تتعامل معهم ؟
قال له لم أقبل احد منهم قط بل عندما ادخل البيت يصمت الكل
قال له سيدنا عمر لقد ارسلت إليك لاسند إليك إدارة شئون الناس ولكن رجل بقسوة قلب كهذا لايصلح لإدارة شئون الناس
والواقع الآن الساحة مكتظة بمثل هذا الرجل قسوة زائد أمراض قلبية فتاكة
ليس لديهم الحد الادني من الوشائج
لا يتفقوا حتى لو فرض عليهم الاتفاق
سيتصارعون حتى يلقى الآخر منافسه على قارعة الطريق حتى لا يستفيد احد
فقد صدق احد قادة المستعمر الانجليزي عندما قال قول العارف وهم يغادرون البلاد وهم بمبني سرأيا الحاكم العام
نادي على كل العاملين السودانين بالسرايا بعد أن وضع برنيطته في أعلى المبنى وقال لهم ساعطي جائزة لمن يأتيني ببرنيطتي بسرعة من فوق
جرت كل المجموعة صوب الهدف ولكن كل ما يقترب احد منها ويريد تناولها يتجاذبه الاخرون ويبعدوه عنها
ظل الحال مستمر بهذه الشاكلة إلى أن اوفقهم الرجل وقال لهم انتهت الفرصة ولكني قصدت أن أعلمكم بأننا سنذهب ونترك لكم بلادكم ولكن ستظل صراعاتكم بها هي وسيلتكم التي لن توصلك الا للدمار والخراب والتخلف