الواقعة المخزية ظهرت من خلال بث مباشر كانت تجريه وكالة السودان للأنباء الرسمية لوقائع جلسة محاكمة مدبري انقلاب الإخوان 1989، والتي يتهم فيها الرئيس المعزول عمر البشير وآخرون من أفراد نظامه.
وأظهر مقطع فيديو اقتطعه ناشطون من البث المباشر للوكالة الرسمية، محامين ينتمون لتنظيم الإخوان ويمثلون هيئة الدفاع عن المتهمين، وهم يتبادلون أطراف الحديث ويبدو أنهم يجهولون وجود مايكرفون يعمل، حيث أقدم أحدهم على “سب الدين” لمدير التلفزيون الذي تمت إقالته مطلع الأسبوع لقمان أحمد قبل أن يوجه له إساءات عنصرية بالغة والسخرية من شكله.
ولقمان أحمد هو إعلامي سوداني مخضرم يتدين بالإسلام وتعيش عائلته في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وتولى رئاسة التلفزيون الرسمي تاركاً موقعه كمدير لمكتب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في واشنطن.
وبحسب الفيديو، فإن المحامي الإخواني الذي وجه الإساءات، كان غاضباً من قيام التلفزيون السوداني في عهد لقمان، بنقل المظاهرات التي شهدتها البلاد في ذكرى 6 أبريل/نيسان الماضي، وهو اليوم الذي شكل الضربة القاضية للاسلامين قبل 3 سنوات عندما وصل ملايين السودانيين لقيادة الجيش ووضع حد لحكمهم.
كما أظهر المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع، قلق جماعة الإخوان من استمرار المظاهرات المطالبة بالحكم المدني الديمقراطي، قبل أن يقللوا من قيمتها ويتوقعوا تلاشيها بشكل تدريجي.
ولم يكترث المحامي الإخواني لحرمة شهر رمضان المعظم أو للدين الحنيف وهو يسبه قبل أن يستدرك في لحظة هياج ويقول: “استغفر الله العظيم.. الدنيا صيام”.
وتداول نشطاء سودانيون مقطع الفيديو على نطاق واسع، معتبرين أنه يكشف الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية أو ما يسمونهم محلياً بـ”تجار الدين” وسط تضامن واسع مع لقمان قبل أن يطالبه بتحريك إجراءات قانونية فوراً في موجهي هذه الإساءات.
ومطلع الأسبوع الجاري، صدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، قرارا قضى بإعفاء المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد من منصبه.
وقرر البرهان تكليف محمد إبراهيم البزعي بمنصب المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية.
