عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو يكتب :ما الذي يؤخر النصر؟ الواجبات ووُجُوبُ العَمَل
.
*1/* المتابع للميديا الإلكترونية وللطابع العام والوقْع السمعي (tone) يجد أن هناك عدة حملات تعمل في وقت متزامن عبر سلسلة من الرسائل والمنشورات والتعليقات الهدامة التي تحمل فكرة أو موضوعاً واحداً يتمحور حول تحقيق أهداف الحرب النفسية، وهذا دليل دامغ على أن هناك غرف اعلامية متعددة ومختلفة للعدو وكلها تعمل جميعاً من أجل هدف واحد، ولذلك نجد الإغراق الكبير والمتعمد للميديا بشائعات وتحليلات ومنشورات صغيرة كلها موجهة وبمسارات محددة هدفها النهائي احداث شرخ في وحدة وتماسك أبناء القوات المسلحة وتأليب الشعب على جيشه، والدعوة إلى وقف الحرب بطريقة تشبه الإستسلام.
*2/* يجب أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من التشدد في مجابهة الطابور الخامس والمتعاونين المندسين في الأحياء والحارات والمدن، الذين يعملون جميعاً بمسارات محددة عبر الحرب النفسية هدفها النهائي احداث شرخ في وحدة وتماسك القوات المسلحة وتأليب الشعب على جيشه وإضعاف زخم المقاومة الشعبية، بالرغم من أن الجيش والشعب في خضم معركة وجودية وحرب تتطلب الوحدة والتلاحم الشعبي ومتانة الجبهة الداخلية الوطنية، ومعروف ان الحرب الإعلامية النفسية التي تُشن من خلال الميديا الإلكترونية تعتبر من أخطر أنواع الحروب لأنها تهدف إلى الـتأثير على آراء وسلوكيات الأشخاص وتغيير وجهات النظر وتسييرها بالاتجاه المطلوب للوصول إلى الأهداف المرجوة التي يرغب فيها العدو، ولذلك فإن أحد أكبر أسباب استمرار هذه الحرب بجانب الدعم اللوجستي المتواصل من دولة الإمارات، والإمداد البشري بالمرتزقة من عدة دول مجاورة، هو وجود من يحتضن العدو ويحتويه ويرشده، واي شخص يقوم بهذا الدور ويعمل من اجل عرقلة مسارات معركة الكرامة وينشر ويبث الشائعات يجب توقيفه والتحقيق معه وإذا ثبت الجرم عليه يحاكم فوراً لأن تركه يتمادى فى هذا الإتجاه له عواقب خطيرة خاصة ونحن في خضم حرب تتطلب الوحدة والتلاحم الشعبي، وتوجد أمثلة كثيرة لمثل هذه الأنشطة الخطيرة التي تُدار بواسطة منصات خبرية ومدونون ولايفاتية وبعض المتفاعلين في وسائل التواصل الإجتماعي، وللأسف عدم وجود عمل مضاد بحجم هذه الحملات والشائعات والمنشورات يؤدي إلى تداولها ورواجها.
*3/* يجب أن يتم السعي الحثيث في ثنايا استمرار الحرب إلى الإطاحة بكافة الاتجاهات المناوئة للجيش والموالية للمليشيا – كجماعة “تقدم” – وتفعيل المنظومة الأمنية والعقابية، وضبط الخطاب الإعلامي الوطني، ومحاربة الشائعات، فبعض الأخبار والحقائق في ظل المعارك تقتضي طرحاً بإسلوب لا يثير البلبلة والفزع والهلع ويدخل الرعب في نفوس المواطنين، مع مراعاة عدم هزم عوامل الثقة أو كسر العزيمة والصمود وفتح الباب لجلب نتائج غير محمودة، فهناك نوع من المعلومات في بعض المواقف والمواضع ليست خياراً صحيحاً لتكون أخباراً يتم تداولها بعفوية وسذاجة وقد يتطلب نشرها الاِسْتِيثَاقُ والتأكد وأخذ رأي جهات الأختصاص.
*4/* يجب ملاحقة كل من يساند العدو ويهدد ويروع المواطنين، فأمن واستقرار وطمأنينة المواطن خط أحمر لا تسمح القوات المسلحة المساس بهما مهما كبر حجم التامر وحشد المرتزقة والعملاء والمأجورين.
*5/* يجب تفعيل قانون الطوارئ في كل الولايات وسن تشريعات وأوامر جديدة تواكب المتغيرات، وتكوين محاكم ميدانية عليا لكل ولاية للتعامل مع كل جرائم الخيانة العظمى وحالات التعاون مع العدو، وتخريب مرافق الدولة وتدمير الإقتصاد الوطني.
*6/* يجب العمل على توحيد اللغة الاعلامية الوطنية الخاصة بالحرب بدلاً عن أسلوب مباريات التنافس والإستباق الصحفي، خاصة فيما يلي أخبار معركة الكرامة والتي يجب أن تُطبق فيها الرقابة الذاتية الخاضعة للمساءلة القانونية، وتطبيق وإتخاذ تدابير وإجراءات أمنية خاصة بالإتصالات والنشر لحماية وعدم كشف تحركات الجيش ومسارات قوات المشاة التي تكلف بالهجوم على مواقع العدو داخل وخارج الخرطوم وقطع الإنترنت والمكالمات الهاتفية أثناء العمليات النشطة.
عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو